"الإخوان" يحاولون لكن بلا جدوى
صحيفة "الخليج" الإمارتية تشرّح وضع الشارع المصري في ظل ما تصفه بـ"حالة التسخين والتصعيد" الذي تحاول جماعة الإخوان المسلمين القيام بها للعودة إلى السلطة، معتبرة إياها بمثابة "دعوة إلى حرب أهلية داخل الوطن الواحد، وإيجاد حالة من الحنق داخل المجتمع".
صحيفة "الخليج" الإمارتية: حالة التسخين والتصعيد والترهيب التي تمارسها "جماعة الإخوان المسلمين" في الشارع المصري لا تأتي بأي ثمار للجماعة وأهدافها المعلنة بالعودة إلى السلطة بعدما أسقطهم الشعب في ثورة 30حزيران/ يونيو الماضي .
واعتبرت الصحيفة، انه لم يكن من نتائج وتداعيات لهذا التصعيد سوى توسيع وإذكاء الغضب الشعبي تجاه الجماعة، من جرّاء حالة الاستنفار التي تمارسها من وقت لآخر، ومحاولتها إثارة الشارع، بعنوان مطالبها بشأن ما تسمّيها استعادة "الشرعية"، والعودة إلى مرحلة ما قبل ثورة 30 حزيران/ يونيو .
أضافت، من حين لآخر يستيقظ المصريون أو يمسون على وقع أعمال عنف متعدد الأشكال والوجوه، الأمر الذي أصابهم بحالة غضب ورفض لجميع ممارسات الأعمال الإرهابية، وزاد من منسوب السخط الشعبي ضد الجماعة والمتحالفين معها، وخاصة فيما يعرف بالتحالف الوطني لدعم "الشرعية" الذي تقوده .
وأوضحت الصحيفة الخليجية، أنّ هذا الترهيب يشعر به المصريون إثر الدعوات التي تطالب الجماعة من خلالها على نحو متكرر بالتظاهر الدائم في الشوارع، ومحاصرة العديد من المقار الخدمية والحكومية، ما يتسبب بشلل في أروقة الجهاز الحكومي والخدمي للدولة، وسط أهداف فئوية للجماعة قائمة على أساس أن هذا الضغط يصب ضد السلطة القائمة، متجاهلة عمداً أو جهلاً بأنه يستهدف المواطن المصري ومصالحه وأشغاله .
أضافت اليومية الإمارتية، أنه اتساقاً مع أهداف "الجماعة"، واستغلالاً لعيد الأضحى المبارك، فقد خططت لإحتلال الميادين الرئيسة والشوارع لإفساد فرحة المصريين بالعيد، إلاّ أن الجيش والشرطة وأجهزة الأمن أبقت الوضع الأمني تحت السيطرة، وأفسدت على "الإخوان" مخططهم، حيث مرت احتفالات العيد في ظل الهدوء، رغم بعض المحاولات اليائسة للإخوان في بعض المناطق للتخريب .
وكان حزب الحرية والعدالة التابع لـ "الإخوان"، دعا قبل بضعة أيام، جموع المصريين إلى مقاطعة حكومة حازم الببلاوي، مبدياً رفضه القاطع لأية تعاملات مالية أو اتفاقيات توقعها أية هيئة أو وزارة تابعة للحكومة .
وأردفت "الخليج" أنه وفي إطار سياسة التحدي ذاتها، فقد حذر الحزب جميع المؤسسات المالية والهيئات الاقتصادية من التعامل مع حكومة الببلاوي بدعوى أنها "غير شرعية لا تمثل الشعب المصري، وأن أي إجراءات أو قرارات تتخذها تعتبر باطلة شكلاً وموضوعاً وما يترتب عليها فهو باطل"، على حد تعبير الحزب، الذي حاول الاستقواء بكل المؤسسات الدولية والإقليمية والمحلية، داعياً إياها ما وصفه بـ "عدم الوقوع في فخ أي تعاملات اقتصادية مع الحكومة، وأن ما قامت به وزارة المالية من طرح سندات وأذون خزانة بقيمة إجمالية بلغت 10 مليارات جنيه، وفقاً لما ذكره موقع الوزارة الرسمي باطل ومن حكومة لا تمثل الشعب المصري" .
ونقلت الصحيفة عن مراقبين أنّهم اعتبروا مثل هذه الدعوات بمثابة دعوة إلى حرب أهلية داخل الوطن الواحد، وإيجاد حالة من الحنق داخل المجتمع، خاصة مع حجم الضغوط والمعاناة التي تعانيها حكومة الببلاوي، ما انعكس على ما يواجهه المصريون من تراكم العقود الماضية، وما آل إليه حالهم جرّاءها في اقتصاد لا يزال يعاني أزمة صعبة، الأمر الذي انعكس على كل المناحي المختلفة في البلاد، فضلاً عن الاضطراب الأمني الذي تعيشه، للدرجة التي جعلت أحد المواطنين البسطاء يترجم ما تعيشه البلاد في حديثه بتقرير متلفز بأنه بات أحوج إلى الشعور بالأمن أكثر من حاجته إلى لقمة العيش .