الوضع الأمني في ليبيا إلى الواجهة

اعتقال واشنطن القيادي في تنظيم القاعدة أبو انس الليبي خلال عملية لقواتها الخاصة على الأراضي الليبية من دون إبلاغ طرابلس، مقتل 15 جندياً ليبياً، عمليات اغتيال متواصلة.. والسؤال هل يصار إلى تدويل الملف الأمني في ليبيا؟

الوضع الأمني الهش يهدد مصير الحكومة الليبية

اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن عملية اعتقال أبو أنس الليبي "عمل مناسب وقانوني" معترفاً في الوقت نفسه بعدم إبلاغ طرابلس مسبقاً بها. 

وكانت الحكومة الليبية طالبت نظيرتها الأميركية بتوضيحات بشأن العملية التي اعتبرتها طرابلس عملية خطف لمواطن ليبي على الاراضي الليبية. 

وكان أعلن البنتاغون الأميركي أن وحدة عسكرية أميركية نفذت عملية داخل ليبيا السبت اعتقلت خلالها أبو أنس الليبي، القيادي في تنظيم القاعدة والمتهم في تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998.

العملية جاءت في وقت كشف البنتاغون أيضاً عن عملية خارجية ثانية استهدفت عضواً في حركة الشباب المجاهدين في الصومال من دون أن يتضح ما إذا كانت اسفرت عن مقتله.

وزير الخارجية الأميركي وعقب العمليتين الأميركيتين في أفريقيا أكد أن بلاده "لن توقف ابداً جهودها لمحاسبة المسؤولين عن اعمال إرهابية". 

وتنذر عملية اختطاف القيادي في القاعدة ومقتل 15 جندياً ليبياً بمواجهة بين الحكومتين الليبية والأميركية من جهة، والمتطرفين وهؤلاء الذين يقفون وراء الاغتيالات والتفجيرات من جهة أخرى، الأمر الذي يعني تدويل الملف الأمني الليبي.  

ويرى مراقبون أن اختطاف أبو أنس الليبي قد يكون سابقة ستطال ارتداداتها الحكومة الليبية الهشة قبل أي طرف آخر، فرد الجماعة الاسلامية المقاتلة

وحلفائها يبقى وارداً خاصة بعد الاصوات التي تتهم الحكومة الليبية بالعلم مسبقاً بالعملية داخل أراضيها.

وفي هذا الإطار يرى أستاذ العلوم السياسية أحمد أطرش "أن العملية سيتحمل تبعاتها الوضع الأمني الهش أصلاً وستعطي المتطرفين الذريعة لتكثيف عملياتهم". 

من جهته يقول خالد ترجمان وهو ناشط حقوقي ومستشار رئيس المؤتمر الوطني العام إن "تواصل التدهور الأمني قد يعصف بحكومة زيدان".

وإزاء هذا المشهد فإن أكثر المتفائلين يقر بصعوبة ضبط الوضع الأمني على أي جهة قد تمسك بزمام السلطة في المستقبل، و حتى العملية السياسية مازالت تسير بنسق أبطأ من سرعة تمترس المسلحين بمختلف انتماءاتهم، ما يزيد المخاوف من تحقق ما يتخوف منه محلياً ودولياً وهو أن تصبح ليبيا بلداً فاشلاً. 

اخترنا لك