مخطط "الإخوان" لإحتلال ميدان التحرير في ذكرى «6 أكتوبر»
مصادر مسؤولة في جماعة الإخوان المسلمين في مصر، تسرّب معلومات عبر صحيفة "الشرق الاوسط" حول وضعها خطة لحشد أنصارها للسيطرة على ميدان التحرير في ذكرى انتصار حرب 1973، والإعتصام فيه حتى انهاء "الإنقلاب" وعودة الرئيس المعزول محمد مرسي.
صحيفة "الشرق الأوسط": كشفت مصادر مسؤولة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، عن خطة الجماعة لحشد أنصارها ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي للتظاهر واحتلال ميدان التحرير (وسط القاهرة) يوم الأحد المقبل الموافق 6 تشرين الاول/ أكتوبر ، في ذكرى انتصار حرب 1973، مشيرة إلى نيتّهم الإعتصام حتى عودة مرسي للحكم وإنهاء الإنقلاب العسكري على السلطة، على حدّ زعمهم.
وبحسب الصحيفة، فقد فشلت محاولات قام بها «الإخوان» وأنصارهم منذ عزل مرسي للسيطرة على "ميدان التحرير"، نظرا للغضب الشعبي المتعاظم ضدهم، والتأمين المشدد للميدان بواسطة عناصر من الشرطة والجيش.
وقالت المصادر الإخوانية لـ«الشرق الأوسط»، إن الخطة تتضمّن التوجه في مجموعات صغيرة وفرادى من كل أحياء القاهرة الكبرى وليس في مسيرات كبيرة، واستدراج قوات الأمن المتوقع وجودها بكثافة حول الميدان، إلى الشوارع الجانبية المحيطة حتى يجري اقتحام الميدان.
أضافت المصادر للصحيفة، "يعد ميدان التحرير رمزا لثورة 25 كانون الثاني/ يناير، حيث تسبب الاحتشاد الكبير للمصريين فيه ولمدة 18 يوما في سقوط الرئيس الأسبق حسني مبارك في 11شباط/ فبراير 2011، كما كان الميدان بؤرة مهمة في الاحتجاجات التي أسقطت خلفه محمد مرسي في 30 حزيران/ يونيو الماضي".
وقالت "الشرق الأوسط" إنّ الإسلاميين يسعون للسيطرة عليه بعد أن بات حكراً على مظاهرات القوى المدنية، الداعمة لخطة الطريق التي أقرها الجيش في تموز/ يوليو الماضي، وتقضي بتعديل دستور 2012 وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة.
ومنذ عزل قادة الجيش لمرسي في 3 تموز/ يوليو الماضي، عقب احتجاجات حاشدة ضده، اعتاد أنصار مرسي تنظيم مسيرات احتجاجية في القاهرة وعدد من المحافظات احتجاجا على ما سمّوه «الانقلاب ضد الشرعية»، خاصة بعد أن فضّت قوات الأمن اعتصامين لهم في 14 آب/ أغسطس الماضي بميداني «نهضة مصر» في الجيزة، و«رابعة العدوية» في القاهرة.
وحالت الإجراءات الأمنية المشددة دون دخول أنصار مرسي الميادين الرئيسة للإعتصام أو حتى التظاهر فيها، وعلى رأسها «التحرير» بوسط القاهرة، وميدان «مصطفى محمود» بالجيزة، حيث يتم إغلاقهما بالحواجز الأمنية ومدرعات الجيش المنتشرة في الشوارع.
ونجحت قوات الأمن مساء الثلاثاء الماضي في فضّ تجمع محدود من أنصار الرئيس المعزول داخل ميدان التحرير، بعد اشتباكات بينهم وبين الأهالي وأصحاب المحال التجارية بالميدان، واضطرت عناصر «الإخوان» للهروب في الشوارع الجانبية.
وذكر شهود عيان للصحيفة، أن أنصار الإخوان المسلمين نجحوا في التجمّع لدقائق بالحديقة التي تتوّسط الميدان، مردديّن هتافات مناهضة للقوات المسلحة والشرطة، فاشتبك معهم الأهالي من جهة شارع طلعت حرب، قبل أن تتدخل قوات الشرطة لفضّ الإشتباكات ونجحت بالفعل في فضّها، دون وقوع إصابات.
أضافت"الشرق الأوسط"، تعدّ هذه هي المرة الأولى التي يتظاهر فيها أنصار مرسي في الميدان منذ عزله في تموز/ يوليو الماضي، رغم محدودية الوقفة. وقال عبد الرحمن عاطف، أحد أعضاء حركة «شباب 18 الثورية»، المؤيدة لمرسي: «دخلنا التاريخ بأول اقتحام لـ(التحرير) منذ الانقلاب العسكــري، نوجّه الشكر لكل من دعمنا، وعودتنا قريبة».
وقالت مصادر إخوانية متعددة، مسؤولة عن التنسيق للحشد في هذا اليوم، لـ«الشرق الأوسط»، إنهم «واثقون بالنصر وعودة مرسي للحكم مرة أخرى»، مشيرين إلى «مئات الآلاف الذين يخرجون يوميا في جميع أنحاء الجمهورية للتنديد بالانقلاب ورفض الحكومة الحالية، رغم حملة الاعتقالات والقمع التي تمارس ضدهم، وتجاهل وسائل الإعلام لهم»، على حدّ زعمهم.
من جهتها، قامت قوات الأمن أمس بتعزيز وجودها بمحيط السفارتين الأميركية والبريطانية بمنطقة "جاردن سيتي" الملاصقة لميدان التحرير. وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن حالة من الهدوء تسود الميدان حاليا، وأن حركة المرور تسير بشكل طبيعي، مشددة على أنه لن يسمح لأنصار مرسي بالتظاهر أو الاعتصام في ميدان التحرير يوم الأحد المقبل، وأن هناك خطة أمنية محكمة لضبط كل الخارجين عن القانون ومثيري الشغب. كما جرى اليوم إزالة الحواجز الخرسانية بشارع قصر العيني، المتقاطع مع ميدان التحرير وفتحه لمرور العربات.
ومن جهتها، دعت حركة «تمرد»، التي قادت مظاهرات عزل مرسي، الشعب المصري إلى النزول يوم الأحد المقبل في كافة ميادين مصر للاحتفال بالذكرى الأربعين لحرب أكتوبر، مطالبة في بيان لها أمس «كافة الأجهزة الأمنية بحماية الشعب من أي جماعة إرهابية تحاول إفساد هذا اليوم».