العقيلي يوجه اتهامات لأنصار الشريعة والنهضة في قضية بلعيد

عضو المبادرة الوطنية التونسية لكشف الحقيقة باغتيال بلعيد والبراهمي الطيب العقيلي يتهم تنظيم أنصار الشريعة بالتورط في الإغتيال، ويتهم حركة النهضة بالصلة بعبدالحكيم بلحاج، ووزارة الداخلية بالتقصير في منع الجريمة.

بلعيد والبراهمي

إتهم عضو المبادرة الوطنية في تونس لكشف الحقيقة في قضيتي إغتيال النائبين محمد البراهمي وشكري بلعيد، الطيب العقيلي تنظيم "أنصار الشريعة" بالتورط في اغتيال النائبين المعارضين، وكشف عن وثائق وصور قال إنها تثبت ارتباط قيادات من حركة النهضة بعلاقة وثيقة مع زعيم "الجماعة الإسلامية المقاتلة" عبدالحكيم بلحاج، مؤكداً أن القيادي في الحركة سيد الفرجاني هو من أبرز قيادات النهضة التي ترتبط بصلة مع بلحاج.

وأكد العقيلي خلال ندوة صحفية نظمتها المبادرة للكشف عن آخر المستجدات المتعلقة بعمليتي الإغتيال، أن بلحاج هو من يمول أنصار الشريعة، وأن مدير عام الأمن العمومي السابق أصدر مذكرة لمراقبة تحركاته خلال زياراته لتونس قبيل إغتيال شكري بلعيد.

واتهم العقيلي مدير أمن إقليم أريانة، والمدير الحالي للأمن العمومي، بالتقصير في منع اغتيال بلعيد، كما اتهم وزارة الداخلية "بتعمد عدم الكشف عن الجهة الليبية" في إشارة إلى الجماعة الإسلامية المقاتلة وأميرها بالحاج، وتساءل "لماذا لم يكشف مدير عام الأمن العمومي عن الجهة الليبية التي أشرفت على تدريب عناصر من أنصار الشريعة"، معتبراً انه "إما عديم الكفاءة أو متهاون مع الجهات السلفية".

وأضاف ان "عناصر قيادية من أنصار الشريعة ترددت مراراً وتكراراً على ليبيا لاقتناء السلاح"، وأنه "يوم إغتيال شكري بلعيد توجهت وحدة أمنية لاقتحام منزل مروان حج صالح الضالع في عملية الإغتيال، ثم تلقت تعليمات بالإنسحاب".

واعتبر العقيلي أن وزارة الداخلية التونسية كان بإمكانها تجنب اغتيال بلعيد، وكشف أن "فرقةً أمنية كانت تحرس مصرفاً يبعد أمتاراً قليلة عن موقع جريمة إغتيال بلعيد، ولم تتفطن لتحركات الجناة لمدة 15 يوماً". واعتبر أن هذه الواقعة تثبت تقصير الجهات الأمنية، متوعداً بمقاضاة المسؤولين الأمنيين المتهمين بالتقصير محلياً ودولياً.

وفي المقابل، رد وزير حقوق الإنسان والعدالة الإنتقالية التونسي سمير ديلو على تصريحات العقيلي، مهدداً باللجوء إلى القضاء.

وأكّد ديلو أن اتهامه بلقاء زعيم الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج، واستقبال قيادات حركة النهضة له لا يمتّ للواقع بصلة، مضيفاً أنّ لا علاقة تربطه ببلحاج "ومن العيب الزجّ بقيادات النهضة في هذا الموضوع".

واستغرب ديلو من وضع اسمه في هذا الموضوع، معتبراً انّ الندوات الصحفية التي يحضرها طرف واحد دون حضور الطرف الثاني "ويقوم بإلقاء الإتهامات جزافاً" هو أمر خطير، لأنّ الضرر يكون قد حصل ولا فائدة من التكذيب فيما بعد، على حد تعبيره.

وقال وزير حقوق الانسان إنّ الطيب العقيلي يفتقر الى الكثير من المسؤولية، وكان عليه الإتجاه للقضاء وليس توجيه الإتهامات في الندوات الصحفية، حسب قوله.

من جهتها، قالت مباركة البراهمي أرملة الشهيد محمد البراهمي إنّ "الحقائق" التي تم كشفها اليوم في الندوة الصحفيّة خطيرة ومهمّة، لكنها لم تشكل مفاجأة لأنها كانت على علمٍ بأنّ "حركة النهضة اغتالت البراهمي وبلعيد"، معتبرةً أن "كل من يقول غير ذلك فهو يحاول خدمة هذه الحركة".

وفيما يتعلّق بتدويل قضيّة البراهمي، أكّدت أنّ هذا القرار هو شأن يخصّ عائلته والتيار الشعبي، وهيئة المحامين فقط "وسنذهب بهذه القضية إلى النهاية"، مضيفة أنّ المزايدات بدماء البراهمي مرفوضة، وأن ومن لم يحم ضهر زوجها وجعله هدفاً للرصاص، عليه الآن أن يبتعد عن هذه القضيّة، بحسب قولها.

اخترنا لك