في ذكرى رحيله، متحف جمال عبد الناصر: تاريخ مشرق في حياة مصر والأمة
في الذكرى السنوية الثالثة والأربعين لوفاة الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، يسلّط "الميادين نت" الضوء على متحفه على ضفاف نهر النيل، الذي يضم "نفائس ثمينة " من تاريخ مصر والأمة العربية.
في الذكرى السنوية الثالثة والأربعين لوفاة الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، يستذكر ملايين العرب والمسلمين والأحرار في العالم هذا الزعيم الفذّ الذي شكّل علامة فارقة في التاريخ العربي الحديث، وزرع بذرة المقاومة والممانعة في وجه الاستعمار العالمي والصهيونية، وأرسى لثقافة "عدم الانحياز" على امتداد العالم.
وفي ذكرى وفاته نضيء على ما يرمز إلى الزعيم الراحل من خلال تسليط الضوء على متحفه المشاد على ضفاف "نهر النيل"..شريان الحياة لمصر.
بدأت خطوات تحويل بيت الراحل عبد الناصر إلى متحف عندما أصدر مجلس الأمة المصري القانون رقم (77) عام 1970.
لكن قرار رئيس الجمهورية آنذاك أنور السادات تأخر ما يقارب 38 عاماً فأعلن بقرار جمهوري من الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك عام 2008، وتم الانتهاء منه في شهر كانون الثاني/ يناير 2011.
متحف عبد الناصر بالقرية الفرعونية يتناول حياة الزعيم الراحل منذ الولادة إلى الدراسة مروراً بالكلية الحربية ثم بتكوين تنظيم الضباط الأحرار، الذي قام بثورة تموز/ يوليو 1952، دون إغفال الأحداث الجسام التي شهدها الراحل وأثّر فيها إلى أن وافته المنية أوائل السبعينيات.
في المتحف أكثر من 170 صورة نادرة للزعيم في مراحل حياته المختلفة، ومن ضمنها صور حديثة للمنزل الذي ولد فيه بحيّ "باكوس" في "الاسكندرية"، ولكهنا تقدّم صوراً واقعية عن نشأة جمال عبد الناصر. أضف إلى الصور مقتنيات الرئيس الراحل الشخصية كالبدلين العسكرية والمدنية، وملابس الإحرام، والنظارة المعظّمة، والنظارة الشخصية، والكاميرا الخاصة، والراديو الذي كان يستمع من خلاله إلى إذاعات العالم.
ولعل "ماكيت" قناة السويس وعرض عملية التأميم الشهيرة وما صحب ذلك من أحداث سياسية مهمة غيّرت وجه السياسة في العالم، تعتبر من الموجودات الهامة بالإضافة إلى "ماكيت" مشروع السدّ العالي، الذي يعتبر أهم مشاريع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذي قامت عليه النهضة العمرانية التي تحياها مصر الآن.
ومن الموجودات الهامة عَلَم مصر الذي سافر مع مركبة الفضاء الأميركية "أبولو" وعاد لتشهد على رحلته بعض الأحجار الصغيرة من سطح القمر، وهو من المقتنيات المهمة في المتحف التي يسهر عليها تمثالان للزعيم الراحل ويستعرضان رسائل كتبها ناصر قبل الثورة بعشرة أعوام إلى صديقه حسن النشار وآخرين وقام بعدها بثورته الكبرى وحطّم الأسلاك الشائكة والأسوار العالية وتبعه الملايين من أبناء مصر التي منحها حبه وروحه.
وما يسترعي الإهتمام في المتحف صوتيات لخطابات الرئيس جمال عبد الناصر، منها نص قرار التأميم في 26 تموز/ يوليو 1956، وخطاب التنحّي في 9 حزيران/ يونيو 1967 عند الساعة السابعة مساءً، وهذه التسجيلات تضيف إلى المتحف وزوّاره الكثير من الذكريات وتجعلهم يشعرون وكأن الزعيم يستقبلهم شخصياً في متحفه.
بكت مصر والعرب الرئيس عبد الناصر الذي ارتحل في الثامن والعشرين من أيلول / سبتمبر عام 1970، وأصدر كل من الأطباء رفاعي محمد كامل، ومنصور فايز، وزكي الرملي، والصاوي حبيب، وطه عبد العزيز تقريرهم الطبي معلنين فيه رسمياً وفاة الزعيم، والتقرير معروض في متحف الراحل إلى جانب عدد من شرائط الفيديو التى تتناول المواقف السياسية المهمة خلال مسيرته مع مشاهد نادرة لجنازة عبد الناصر الشعبية الكبيرة.
في المستقبل سيتمكن زوار المتحف من مشاهدة بانوراما الثورة وزعمائها عن طريق مصعد يعرض للزائر الاحداث بشكل متسلسل مع اشخاصها، تنتهي بنهاية البرج الذي سبق أنّ استخدمه الملك فاروق لمشاهدة النيل من موقع مجلس قيادة الثورة الذي كان يعرف قبل 23 تموز/ يوليو باسم "نادي الرياضات البحرية".
جمال عبد الناصر في سطور
ولد جمال عبد الناصر في 15 كانون الثاني / يناير 1918 بحي باكوس بالإسكندرية قبيل أحداث ثورة 1919 في مصر. هو ثاني رؤساء مصر بعد محمد نجيب. تولى السلطة منذ سنة 1956 إلى حين وفاته سنة 1970 وهو أحد قادة ثورة 1952، التي أطاحت بالملك فاروق، وشغل منصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة ثم رئاسة الوزراء وبعدها رئاسة الجمهورية باستفتاء شعبي في 24 حزيران / يونيو 1956 (وفقا لدستور 16 يناير 1956).
أدّت سياسات عبد الناصر المحايدة خلال الحرب الباردة إلى توتر العلاقات مع القوى الغربية التي سحبت تمويلها للسد العالي، مما استدعى ردّأ من عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس عام 1956.
على إثر ذلك، قامت بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل بالعدوان الثلاثي واحتلال سيناء، لكنهم انسحبوا وسط ضغوط دولية، وقد عزز ذلك مكانة عبد الناصر السياسية بشكل ملحوظ. ومنذ ذلك الحين، نمت شعبية عبد الناصر بشكل كبير، وتزايدت الدعوات إلى الوحدة العربية تحت قيادته، وتحقق ذلك بتشكيل الجمهورية العربية المتحدة مع سورية (1958 - 1961).
عام1964 أصبح عبد الناصر رئيسا لحركة "عدم الانحياز الدولية" التي تعتبر من بنات أفكاره وأفكار ورئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو، والرئيس اليوغوسلافي جوزيف تيتو.
بدأ ناصر ولايته الرئاسية الثانية في مارس 1965 بعد انتخابه بدون معارضة.
وتبع ذلك "النكسة" في حرب الأيام الستة عام 1967، فاستقال من جميع مناصبه السياسية، ولكنه تراجع عن استقالته بعد مظاهرات حاشدة طالبت بعودته إلى الرئاسة وعيّن نفسه رئيسا للوزراء بين عامي 1967 و1968.
وبعد اختتام قمة جامعة الدول العربية الإستثنائية في القاهرة عام 1970، تعرّض عبد الناصر لنوبة قلبية وتوفي، وشيّع جنازته في القاهرة خمسة ملايين شخص.
من أقواله التي لم تنته صلاحيتها بمرور الزمن
- ما أخذ بالقوة لا يسترد إلاّ بالقوة. - الحق بغير القوة ضائع، والسلام بغير مقدرة الدفاع عنه استسلام. - الجماهير هي القوة الحقيقية والسلطة بغير جماهير هي مجرّد تسلّط معادٍ لجوهر الحقيقة. - إنني أؤمن إيمانا قاطعا إنه سيخرج من صفوف هذا الشعب أبطال مجهولون يشعرون بالحرية ويقدّسون العزّة ويؤمنون بالكرامة. - الوحدة موجوده فعلا بين إبناء الوطن العربي ولكن الخلافات قائمة بين الحكومات.