"لعبة الأمم" خارج الـ "كليشيه"
صحيفة "السفير" اللبنانية تتناول برنامج "لعبة الأمم" الذي تعرضه قناة "الميادين" ويقدّمه الزميل سامي كليب، معتبرة أنّ ما يميّزه عن غيره من البرامج الحوارية على الشاشات العربية أن مادته مستقاة من خلفية أكاديمية صلبة.
حسن نصور- صحيفة "السفير" اللبنانية: قد لا يكون برنامج (لعبة الأمم) الذي تعرضه قناة «الميادين» مفرداً بين البرامج السياسية الحوارية على الشاشات العربية والمحلية. إلاّ أن ما يميّزه عن غيره، مادة أكاديميّة صلبة، تحوّلت إلى نقطة الجذب الأساسية لمتابعي البرنامج.
وذلك الطابع يبعد الضيوف على اختلاف مشاربهم، عن مزالق التحليلات الهوائية، وعن ظواهر الإستسهال المعروفة في مقاربة القضايا.
تكون المادة مستقاة في أغلبها من مراجعات أكاديمية وإصدارات على تماس مباشر مع قضايا الدول الإشكالية، بالأخص ما يرتبط منها بكواليس السياسة الدولية. ويعكس هذا النمط من العرض والتحضير، الالتزام المهنيّ لدى مقدّم البرامج، بشكل عام. وهذا ما يتوفر في حوارية (لعبة الأمم)، مع خبرة مقدّمه سامي كليب الكبيرة الممتدة من كتابة المقال السياسي، ورئاسة تحرير إذاعة «مونت كارلو»، مروراً بإدارة مكتب «السفير» اللبنانية في فرنسا، بالإضافة إلى برنامج «زيارة خاصة» على «الجزيرة» الذي يندرج في جزء كبير في إطار بناء الذاكرة السياسيّة الجمعيّة.
تلتزم قناة «الميادين» الابتعاد عن عناوين طائفية ومذهبية تحريضيّة، ما يجنّب «لعبة الأمم» وسائر البرامج السياسيّة على المحطة الدخولّ في معمعة التوّرط، أغلب الأحيان، في حلقات تجيَّر موادها لصالح طرف سياسيّ معيّن، بعيداً عن المادة الموضوعية في التحليل.
من جهة أخرى، يقع البرنامج أحياناً في مطب انعدام التوازن أو ضعف التناغم بين المادة المشغول عليها والتي تحتاج إلى تحليل معمّق من جهة، وبين نوعية الضيف من جهة أخرى، بحيث لا يحيد الضيف عن تكرار التصريحات والمواقف السياسية المعلنة منها والمكتوبة. ربما كان مناسباً لتجاوز ذلك، التركيز بشكل متزايد على الضيف الأكاديمي المستقل، خصوصاً في الحلقات التي تقارب ظاهرة الإسلام السياسي، ما يعطي الموضوع حقه ويخرج المتلقي من دائرة الخطاب المقلوب الطاغي.
في الخلاصة، لا يغفِل المشاهد الإنتباه إلى الواقع الفجّ الذي تعكسه خلاصات برنامج (لعبة الأمم)، لجهة انعدام الوزن السياسي العربي في سياسات الدول. وهو ما كان يعوّل على تبديله من خلال حركات الشعوب العربيّة الثائرة منذ أكثر من عامين ويزيد، قبل أن تنزلق إلى صراعات أهلية، إثنية، وطائفية، بتأثير مباشر من «لعبة الأمم»، وجراء إهتراء وتصلّب البنى القديمة الحاكمة في مجمل البلدان العربية.