كي مون: استخدام الكيميائي جريمة حرب ويجب محاسبة المسؤولين
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يؤكد إستخدام غاز السارين في الغوطة الشرقية في سورية ويعتبر ما حصل جريمة حرب، ويشدد على ضرورة التعجيل بعقد مؤتمر جنيف2، وإيجاد حلّ سلمي سريع للأزمة السورية.
رغم أن تقرير لجنة التحقيق الدولية في إستخدام السلاح الكيميائي في سورية لم يحدد من الذي إستخدمه، كما كان منتظراً، إلا أن المجموعة الغربية في مجلس الأمن الدولي قفزت لاتهام الحكومة السورية. فيما ردت روسيا على ذلك بالتساؤل لمَ لم يؤد الهجوم في الغوطة إلى وقوع إصابات بالكيميائي في صفوف المسلحين؟.
تقرير لجنة التحقيق الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى مجلس الأمن، بعد أن نشر، على غير العادة، صورة للصفحة الأولى منه على موقع الأمم المتحدة مساء الأحد، أكد إستخدام غاز السارين ووجود مزيج من المواد الفوسفاتية العضوية في العينات التي جمعت من مواقع الغوطة الشرقية.
تلك العينات التي كانت على شكل بقايا قطع من صواريخ أرض ـ أرض تحمل رؤوسا كيميائية وعينات من التربة وشهادات مصابين وأطباء وشهود عيان، واعتبر بان كي مون في التقرير الذي قدمه إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي أن ما جرى في 21 آب الماضي، يعدّ أكبر هجوم بالسلاح الكيميائي منذ مجزرة حلبجا العراقية التي وقعت عام 1988 وراح ضحيتها عدة آلاف من السكان الأكراد.
وجمعت العينات من بلدات عين ترما وزملكا والمعضمية. وقال التقرير إن وقت الهجوم تم بين الثانية والخامسة صباحاً حين تكون درجات الحرارة منخفضة، ما يتيح بقاء الغاز السام في الطبقاء السفلى من الغلاف الجوي لأطول فترة ممكنة.
وطالب بان كي مون من مجلس الأمن أن يقف وقفة موحدة، لافتاً إلى أهمية تطبيق إتفاق جنيف بين روسيا والولايات المتحدة، مشيراً بشكل خاص إلى الفقرة التي نصت على أنه في حال عدم إمتثال الحكومة السورية إلى قرار التخلص من مخزونها الكامل من الأسلحة الكيميائية، أن يصار إلى إستصدار قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتجدة يفرض على الحكومة السورية ذلك.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أهمية إيجاد حلّ سلمي سريع للأزمة السورية مؤكداً، أن النظام والمعارضة في سورية يرتكبان جرائم حرب من قتل وإعدامات وتعذيب وأخذ رهائن وقصف عشوائي للسكان. ولفت إلى أن السلاح يصل إلى الجانبين ويؤجج نار النزاع.
ودعا إلى محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، لكن قبل ذلك لا بد من جلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات من أجل وضع حد للأزمة.
واتفق أعضاء المجلس على ضرورة إصدار قرار يدين إستخدام الكيميائي وهم يجمعون على ذلك، ويعملون من أجل وضع صيغة القرار.
وقال بان كي مون إنه ينتظر تعليمات المجلس وطالبه بأن يكون حازماً في محاسبة الفاعلين، الذي يرى أن مهمته لا تنتهي بالتقرير، مشدداً على ضرورة التعجيل بعقد مؤتمر جنيف إثنين.
مندوب بريطانيا يتهم النظام السوري باستخدام "الكيميائي"
من جهته، أكد مندوب بريطانيا في مجلس الأمن مارك لايال غرانت، أن حجم الهجوم لا يدل على أنه ليس من صنع مجموعة صغيرة، فـــ"نوعية السارين أقوى من تلك التي إستخدمت في العراق أو إيران في الثمانينات".
وأضاف " مواقع إطلاق الصواريخ حسب ملاحق التقرير تثبت أن النظام هو من إستعمل الكيميائي وليس من تصنيع في كوخ".
وقال غرانت إنه "حسب رأينا فإن النظام قطعاً هو من إستخدم السارين وهو ما يؤكد وجهة نظر بريطانيا"، لكنه رأى أن القرار الذي يتم الإعداد له يمكن تأمين تنفيذ مقررات جنيف بين روسيا والولايات المتحدة من خلال الفصل السادس الملزم أيضاً.
باور: الحكومة السورية تقف وراء الهجوم بغاز السارين
من جانبها، رأت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن سمانثا باور، أن الحكومة السورية تقف وراء الهجوم بغاز السارين إعتماداً على نوعية الأسلحة وكميتها وأسلوب إطلاقها مستشهدة بالملاحق الخاصة.
وتحدثت باور عن أن صواريخ من عيار 120 ملم، إستخدمت في إيصالها وهذه الصواريخ لم تستخدم من قبل المعارضة "كما لاحظنا من آلاف الفيديوهات التي وضعتها المعارضة على مواقعها"، مضيفة أن "نوعية السارين أعلى من تلك المستخدمة من قبل صدام وهذا في حد ذاته دليل قاطع على تورط النظام".
ورفضت باور التحدث عن قرار تحت الفصل السابع بشأن تطبيق إتفاق جنيف بين روسيا وبلادها. وقالت إن "كل القرارات مفيدة إذا كانت ستطبق"، وتوقعت أن يتم التوصل إلى صيغة مشتركة مع الروس في هذا المجال. وأضافت، "سواء كان القرار تحت الفصل السابع أم لا فإن أي قرار سيكون ملزماً وقابلاً للتطبيق".
تشوركين: بعض الدول تستخدم الفصل السابع لمآرب خاصة
أما المندوب الروسي في المجلس فيتالي تشوركين، فحرص على أن تكون له الكلمة الأخيرة للمراسلين في نيوريورك. وقال إن زملاءه "قفزوا إلى نتائج كثيرة متهمين الحكومة ومستبعدين تورط المسلحين بحادثة الغوطة، من دون التدقيق بعين خبيرة في المعلومات التي ساقوها".
وتابع "ومن ذلك مثلاً أن الضحايا في المنطقة كانوا جميعاً من المدنيين وليس بينهم مسلح واحد. فإذا كانت الحكومة إستهدفتهم فلم لم يلق أي مسلح حتفه في القصف. وأضاف أنه طرح هذا السؤال على زملائه في مجلس الأمن وذكرهم بغاز السارين الذي ضبط في تركيا في أيدي أفراد من جبهة النصرة. وكذلك فإن الهجوم على خان العسل أدى إلى مقتل 16 جندياً من أصل أقل من 30 ضحية وقعوا".
ورفض تشوركين التحدث عن الفصل السابع في أي قرار سيصدر عن مجلس الأمن يدين إستخدام الكيميائي ويعتمد الإتفاق الروسي الأميركي ويدعوا لعقد مؤتمر جنيف إثنين. وقال إن بعض الدول "تتلذذ باستخدام الفصل السابع من أجل تنفيذ مآربها العسكرية الذاتية، وليس من أجل تحقيق العدالة".