بين حماس وايران: شعرة معاوية لم تنقطع بعد
خلط ما يسمى الربيع العربي كل الأوراق، سقطت أنظمة وتبدلت تحالفات، واحتدم الصراع بين المحاور، تقلبت علاقة حماس بـمحور الممانعة، ووصلت إلى حد القطيعة مع سوريا والفتور الكبير مع إيران. التغيرات الإقليمية ساهمت في الدفع باتجاه ترميم العلاقة شيئاً فشيئاً مع الجمهورية الإسلامية. مسؤول العلاقات الدولية للحركة أسامة حمدان قال إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل سيزور طهران قريباً.
لم تنقطع شعرة معاوية
بين حماس وإيران، ولم تقفل الجمهورية الإسلامية أبوابها يوماً في وجه الحركة
الفسطينية. ظل مكتبها السياسي يعمل حتى في ذروة الخلافات، ولم تتوقف اللقاءات.
التحولات الإقليمية منذ
نحو سنة ونصف، ساهمت في الدفع باتجاه ترميم العلاقة شيئاً فشيئاً مع الجمهورية
الإسلامية. أهم هذه التغيرات كان سقوط حكم الإخوان في مصر، وانكفاء قطر إلى حد
كبير عن التدخل في القضايا الإقليمية، وأخذ الصراع في سوريا منحىً مختلفاً، وخصوصاً
بعد ظهور "داعش".
عام 2013، ذهب وفد من
حماس بقيادة محمد نصر إلى إيران، والتقى قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وعزّاه
بوفاة والدته... كان اللقاء بمثابة كسر جليد العلاقة بين الطرفين. بعدها قامت حماس
ببعض الخطوات الإيجابية في ما يتعلق بالأزمة السورية. أعلنت رفضها العدوان
الأميركي على دمشق، وتراجعت تصريحاتها العلنية المنتقدة للنظام السوري. الإيرانيون
بدورهم تفهموا موقف حماس من الأزمة السورية، وأكدوا دعمهم لحركات المقاومة، وأن
حصول أي تقارب من شأنه أن يساهم في تخفيف الاحتقان المذهبي في المنطقة.
كان من المقرر أن يزور
مشعل طهران، لكن الحركة آثرت التريث قليلاً لحين انجلاء المشهد الإقليمي، وكي لا
تحرج قطر أمام المحور الخليجي الغاضب على الدوحة، ورغبة أيضاً من الحركة في عدم
استفزاز أي طرف، والنأي بنفسها قدر المستطاع عن الخلافات المحتدمة بين المحاور.
استمرت النقاشات
واللقاءات بين الطرفين... ظهرت في الفترة الأخيرة بعض التحولات الخطيرة. دمرت مصر
الأنفاق بينها وبين غزة. أقامت منطقة عازلة، وكان له دور واضح في تفريغ الإنجاز
العسكري لحماس. أما قطر فوجدت نفسها أخيراً مضطرة للرضوخ أمام الضغوط الخليجية،
وتغيير بعض سياساتها المتعلقة بالإخوان المسلمين.
هذه التطورات دفعت
باتجاه مد الجسور مع المحور القديم. وفد رفيع من الحركة وصل إلى طهران منذ أيام،
زيارة من المرجح أنها بحثت ترتيبات الزيارة المرتقبة لرئيس المكتب السياسي خالد
مشعل إلى إيران.