قادة جيوش دول حليفة للأردن يبحثون الأزمة السورية في عمان
إجتماع لرؤساء هيئات أركان عشر دول غربية وعربية في الأردن وسط تعتيم كبير فيما يؤكد مراقبون أن الأزمة السورية ستكون محور هذا الإجتماع.
في سياق التحركات الخاصة بالأزمة السورية يعقد في الأردن الإثنين اجتماع لرؤساء أركان جيوش عشر دول غربية وعربية لبحث التطورات على الأراضي السورية.
وتحدث مراسل الميادين عن تضارب في الأنباء حول ما إذا كان بدأ الإجتماع في ساعة متأخرة من ليل الأحد أو صباح الإثنين، لافتاً إلى وجود تعتيم كلي حول مجريات هذا الإجتماع، مشيراً إلى الخلاف بين الجيشين الأردني والأميركي حول إعلان الأخير عبر الصحافة الأميركية عن هذا الإجتماع بخلاف رغبة غالبية الدول المشاركة فيه بإبقائه سرياً.
ومن غير المعروف ما إذا كان سيصدر عن الإجتماع أي بيان عسكري أو صحفي من قبل الهيئات المشتركة أو الجانب الأردني.
وعلى الرغم من التعتيم الإعلامي على الإجتماع إلا أن عدداً من المراقبين يؤكدون أنه سيبحث قضية استخدام السلاح الكيماوي في سورية فيما تؤكد الحكومة الأردنية أنه اجتماع روتيني تم التنسيق له مسبقاً ويندرج في إطار التعاون الاستراتيجي.
في هذا الوقت يطرح سؤال حول ما إذا كان الأردن سينتقل في موقفه من الأزمة السورية من المطالبة بالحلّ السياسي ورفض التدخل العسكري إلى الرضوخ للضغوطات الدولية في ظل الإتهامات الموجهة لدمشق باستخدام السلاح الكيماوي.
رئيس الحكومة الأردنية عبد الله النسور قال في تصريح له "ما دامت الأمم المتحدة تحقق فإن من واجبي أن أفترض أنه موجود وآخذ الاحتياطات"، موقف لا يخفي من خلاله النسور قلق بلاده من استخدام السلاح الكيميائي في سورية مؤخراً.
قلق قلب الحسابات الأمنية الإقليمية فالأردن الذي لطالما طلب بحل سياسي بعيداً عن أي تدخل عسكري في البلد الجار قد يرضخ للضغوطات الخارجية لعمل عسكري إنطلاقاً من أراضيه التي تدفق من خلالها أكثر من نصف مليون لاجئ سوري بحسب الأرقام الرسمية.
المخاوف الأساسية هي على البلدات الحدودية فمنطقة الغوطة الشرقية التي استخدم فيها السلاح الكيماوي لا تبعد عن الأردن أكثر من 70 كيلومتراً.
ويرى مدير مركز القدس للدراسات الإستراتيجية عريب الرنتاوي في حديث للميادين "أن هناك مبالغة وإن حصل بالفعل تهديد فإن السلطات قادرة على التعامل مع هذا التهديد من خلال ما يتوفر لديها من أدوات وموارد عسكرية وفنية وتقنية في هذا المجال".
وكانت تدريبات الأسد المتأهب التي جرت مؤخراً في الأردن حاكت السيطرة على مواقع كيماوية، محاكاة قد تكون خطوة من الخطوات التي ألمحت الحكومة أنها جاهزة للتعامل مع أي مخاطر من هذا النوع.
من جهته يرى الخبير العسكري غازي الربابعة أن "الأردن لديه الكفاءة على مستوى القوات العسكرية في إيجاد وسائل دفاعية لحماية جنوده ولكن على مستوى المدنيين لا يوجد لدينا مثل هذه الحماية".
وسط هذا المشهد، ينقسم الشارع الأردني بين تخوفه واطمئنانه من قدرة الحكومة على التعامل مع أي مخاطر من هذا النوع. في حين يرى مراقبون أنه من الأولى للأردن البقاء على خط المطالبة بحل سياسي في سورية والنأي بنفسه عن أي عمل عسكري فالأضرار التي قد تلحق به في ما لو اشتعلت المنطقة قد تكون أكبر بكثير من بقائه على الخط المحايد حتى لو استخدمت الأسلحة الكيماوية.