مراكز الأبحاث الأميركية: مسار مضطرب في مصر والمنطقة
"مركز الدراسات العربية والأميركية" بالتعاون مع مكتب الميادين في واشنطن يلخص في تقريره الأسبوعي أبرز ما تناولته مراكز الأبحاث والدراسات الأميركية والتي ركزت على الأزمة المصرية والمواقف الأميركية المتعارضة من أطراف النزاع في القاهرة وكيفية مقاربة مسار الأحدا
أعرب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS عن قلقه وتشاؤمه من مسار الاضطرابات الجارية في المنطقة، ومصر منها في الصدارة لا سيما لعدم استتاب نظام الحكم فيها، "اذ لا يوجد مؤشر واضح يدعم (بروز) حكومة تحظى بشمولية التمثيل .. فالموضوعات الاثنية والدينية ظلت مكبوتة لعقود عدة. فالمنظومة القضائية الراهنة ضعيفة البنية والنفوذ ومفسدة".
وحذر المركز من نظرة الغرب المثالية لسيادة منظومة ديموقراطية في المنطقة "اذ لا تتوفر اي من العناصر الضرورية لقيام ذلك في عدد من البلدان، (مما يفرض خيار) التطور السياسي كاسلوب اوحد لبسط الاستقرار .. كما ان عدد كبير من الثورات تلتهم فتيانها وآمال صانعيها".
واضاف المركز انه يتطلع الى "تحقيق انجازات عربية، خاصة عندما تكون مقرونة بدعم ومساندة من الدول العربية المجاورة والعالم الخارجي،" مستدركا ان "تحقيق نجاحات عاجلة مستبعد حدوثها".
من جهته انضم معهد كاتو Cato Institute الى الابواق المطالبة بقطع المساعدات الاميركية لمصر ليس لاعتبارات فشل ادائها الاقتصادي فحسب "اذ ان حالة الاقتصاد المزرية الراهنة هي نتيجة سياسات حمقاء اعتمدتها وطبقتها الحكومة المصرية على امتداد عدة سنوات، سياسات حظيت برضى ودعم من الولايات المتحدة." وسعى المعهد الاجابة على الطرف الآخر المنادي باستمرار الدعم الاميركي لمصر قائلا "هل يمكننا القول ان وقف المساعدات سيؤدي الى خفض منسوب النفوذ (الاميركي) الى مرتبة الصفر؟ ثم ماذا يهمنا لو حدث ذلك؟".
على الجانب الآخر، برر مركز السياسة الأمنية Center for Security policy دعمه القوات المسلحة المصرية للحد من "تهديدات الاخوان المسلمين،" الذين لو تمكن الطرف الاميركي الداعم لهم من بسط سيطرته على مصر فإن "منسوب القتل لن يتوقف .. بل جل الضحايا سيكون من بين صفوف اولئك الذين كانوا يتطلعون الينا تاريخيا لمؤازرتهم .. والذين سيتم تجنيدهم من قبل (التنظيمات) الجهادية التي عقدت العزم على تدميرنا".
التعديلات الدستورية المقترحة في مصر تناولها معهد كارنيغي Carnegie Endowment الذي اعرب عن تشاؤمه "لتلاشي الجهود" المطالبة بالتعديل والتي كان عمادها "تحالف لقوى سياسية متنوعة .. التقت على هدف حماية الحقوق المدنية .. واستنباط آليات لتحقيق المساءلة".
ومضى في قراءته السوداوية بالاقرار ان "الآمال التي كانت معلقة لم تمت فحسب، بل اغتيلت على ايدي الزعامات المتناحرة في البلاد،" بصرف النظر عن "حكمة وصلاحية الخيار الراهن لمصر – والذي حتما ليس كذلك. لكنه يبقى خيار اقدم عليه القادة المصريون بين بعضهم بعضا".
الخليج العربي
سلط مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS الانظار على تنامي دور الصين في منطقة الخليج العربي، مؤكدا على لعبها "دورا اكبر في عموم الشرق الاوسط لعقود مقبلة .. لكن تنفيذ الدور سيتم بوتيرة ابطأ وحذر اشد مما يفضله" اللاعبون في المشهد الصيني والشرق الاوسط على السواء. ونقل المركز عن اكاديمي صيني رفيع المستوى في شؤون الشرق الاوسط قوله "سنرى نهاية العالم (الراهن) ان اضطرت الصين لاتخاذ قرار الى جانب الولايات المتحدة، والعربية السعودية وايران،" وذلك على الرغم من "نظرة الدول الخليجية التي تتطلع للصين لتلعب دورا وازنا بين اطرافها المختلفة كما في ما يتعلق بعلاقاتها الثنائية مع الولايات المتحدة .." بمعزل عن "تنامي اعتماد الصين على منطقة الشرق الاوسط كمصدر للطاقة على امتداد العقود المقبلة".
الخليج العربي وأفغانستان
احتجاجات "الطائفة الشيعية" في السعودية كانت محطة انظار معهد المشروع الاميركي American Enterprise Institute الذي اكد على الاهمية الاستراتيجية "للشيعة الذين يقطنون المناطق الغنية بالنفط،" اذ ان تلك المناطق "عرضة للتدخلات الخارجية بحكم قربها للدول الخليجية الثلاث ذات الاغلبية الشيعية .. البحرين والعراق وايران".
من جهته حث معهد كارنيغي Carnegie Endowment الحكومة الاميركية على بذل جهودها "لتطوير علاقاتها لتعزيز استقرار افغانستان .. التي ستتراجع اولويته لدى ادارة الرئيس اوباما بينما هي تنشغل في رسم معالم علاقاتها مع القيادة الايرانية الجديدة برئاسة (حسن) روحاني." واوضح انه بصرف النظر عن مصير نظام العقوبات الاقتصادية على ايران، فان "اي تحسن سيطرأ على العلاقات الاميركية الايرانية سيأتي بالمنفعة على السياسة الخارجية الاميركية واهدافها .." معلقا آمالا كبيرة على المحادثات الثنائية المقبلة بين رئيسي الوفدين الاميركي والايراني، جيمس دوبينز وجواد ظريف، "للتفاوض وجها لوجه والتوصل الى نسج علاقة ايجابية افضل لايران والولايات المتحدة وافغانستان".