سورية تنفي استخدام الكيميائي.. ودعوات غربية وعربية للتحقيق بحادث الغوطة
عشرات القتلى والجرحى في الغوطة الشرقية، المعارضة تتهم الجيش باستخدام أسلحة كيميائية، دمشق تنفي الإدعاءات، وقوى عربية وغربية تطالب بتحقيق وبحث الحادث في مجلس الأمن. روسيا من ناحيتها تحذر من استغلال ما وصفته بالعمل الإستفزازي المحضر مسبقاً.
نفى الجيش السوري الأربعاء ان يكون استخدم أسلحة كيميائية في قصف مناطق في ريف دمشق كما تقول المعارضة، معتبراً ان هذه "الادعاءات الباطلة جملة وتفصيلا" تندرج في اطار "الحرب الإعلامية" على سورية، وتهدف الى التغطية على "هزائم العصابات المسلحة" على الأرض.
وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" إن ما قيل عن قصف مناطق ريف دمشق بالأسلحة الكيميائية "ادعاءات باطلة جملة وتفصيلاً وعارية تماماً من الصحة وتندرج في اطار الحرب الاعلامية القذرة التي تقودها بعض الدول ضد سورية".
سورية نفت أيضاً على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي الإتهامات التي ساقتها المعارضة ودول غربية بقصف مناطق في ريف دمشق بالأسلحة الكيميائية.
ونفى الزعبي في حديث للميادين "كلّ الكلام عن استخدام الكيميائي"، واضاف انها "حملة اعلامية من قنوات خليجية"، معتبراً ان "العناصر الإرهابية تستخدم المدنيين كدروع بشرية"، وأن تناقل ادعاءات استخدام الكيميائي في الغوطة الشرقية يستهدف حرف لجنة التحقيق الموجودة في دمشق الآن، مكرراً أن بلاده إذا كانت تملك مثل هذا السلاح فإنها لا يمكن أن تستخدمه".
روسيا بدورها سارعت إلى الرد على حادث الغوطة، معتبرةً ان هذه الادعاءات باستخدام السلطات السورية أسلحة كيميائية في ريف دمشق تمثل "عملاً استفزازياً
مخططاً له مسبقاً".واشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان الى ان "هذا كله يدفعنا للتفكير بأننا مجدداً أمام عمل استفزازي مخطط له مسبقاً". محذرةً من أي عمل إستفزازي ضد سورية تحت ذريعة السلاح الكيميائي، كما دعت الخارجية الروسية إلى تحقيق مهني وعادل.
البيت الابيض عبّر عن قلقه من التقارير التي تشير إلى استخدام أسلحة كيميائية في سورية، وقال المتحدث باسمه جوش ايرنست في بيان الأربعاء إن بلاده "تشعر بقلق عميق من التقارير عن مقتل مئات المدنيين السوريين في هجوم لقوات الحكومة السورية تضمن استخدام الاسلحة الكيماوية قرب دمشق في وقت سابق اليوم"، بحسب المتحدث.
واضاف "نطلب رسمياً ان تحقق الامم المتحدة بصورة عاجلة في هذا الزعم الجديد"، وتابع إن "فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة الموجود في سورية حالياً مستعد للقيام بذلك وهذا يتسق مع غرضه وتفويضه".
وكانت المعارضة السورية اتهمت الجيش بقصف مناطق في غوطة دمشق الشرقية، وحملته مسؤولية مقتل 650 شخصاً، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومركزه لندن إن عدد القتلى تجاوز الـ100. وأضاف المرصد ان القتلى سقطوا جراء "قصف جوي وصاروخي لا سابق له" مستمر منذ الفجر على مناطق عديدة في ريف دمشق، مشيراً الى ان "عدد القتلى مرشح للإرتفاع".
ودعت المعارضة السورية وجامعة الدول العربية ودول غربية لجنة التحقيق الدولية حول الاسلحة الكيميائية الى التوجه الى مكان الحادث للتحقيق. وكانت اللجنة وصلت إلى سورية منذ أربعة أيام لبدء تحقيقات حول استخدام الأسلحة الكيميائية في وقتٍ سابق من قبل أي من الأطراف المتحاربة.
وألحقت إتهامات المعارضة السورية للجيش باستخدام الأسلحة بجملة تصريحات من دول غربية وإقليمية، حيث طلبت المملكة العربية السعودية عقد اجتماع فوري لمجلس الأمن الدولي حول سورية.
فيما أعرب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ عن "قلقه البالغ" إزاء التقارير التي تحدثت عن استخدام السلاح الكيميائي في سورية، مضيفا ان حكومته "ستثير هذا الحادث أمام مجلس الأمن الدولي".
تركيا من جانبها دعت مفتشي الامم المتحدة الى التحقيق الهجوم المزعزم بالغاز وقالت انها تراقب الوضع "بقلق بالغ".
وقالت وزارة الخارجية في بيان "إذا تبين ان هذه البيانات صحيحة فلن يكون هناك مفر أمام المجتمع الدولي من اتخاذ الموقف اللازم وتقديم الرد المناسب على الهجمية والجريمة ضد الانسانية"، بحسب البيان.
من ناحيتها، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم الأربعاء أن الرئيس فرنسوا هولاند "سيدعو الأمم المتحدة الى التوجة لمكان الهجوم بضواحي دمشق، مؤكدة أنه "بطبيعة الحال يجب التحقق من تلك المعلومات وتأكيدها".
من جانبه قال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية فينسان فلورياني انه لا بد من "التحقق من الادعاءات باستخدام اسلحة كيميائية في تلك الهجمات"، واضاف ان "فرنسا تدين الهجمات الدامية المنسوبة الى النظام السوري الاربعاء 21 اب/اغسطس في منطقة دمشق والتي تجاوزت حصيلتها الموقتة مئة قتيل" مضيفاً انه "لا بد من محاسبة مرتكبي تلك الافعال التي لا تغتفر".
وكان رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا طالب باجتماع فوري لمجلس الامن الدولي بعد "المجزرة المروعة"، بحسب تعبيره.
كما طالب الجربا والمرصد السوري لحقوق الانسان والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير الخارجية السويدي كارل بيلد فريق المفتشين الدوليين بالتوجه فوراً الى الغوطة الشرقية والتحقيق في ملابسات ما حصل.
وقال مصدر أمني سوري رداً على سؤال لوكالة فرانس برس "كل يوم، هناك معارك، والامر ليس جديداً، هناك عمليات في كل المناطق، ومطاردة المجموعات المسلحة مستمرة".
سفير سورية لدى روسيا رياض حداد نفى أيضاً الإتهامات التي طالت بلاده، ونقلت عنه وكالة انترفاكس الروسية للانباء قوله إن "هذا ليس صحيحاً"، مضيفاً ان "كل المعلومات عن هذا الامر مفبركة وتهدف الى تضليل المفتشين الدوليين"، في إشارة الى فريق الأمم المتحدة المتواجد في سورية والذي يحقق حالياً في مزاعم سابقة عن استخدام اسلحة كيماوية في الصراع السوري.