أحداث مصر تنغّص العطلة الصيفية على مراكز الأبحاث الأميركية

مراكز الأبحاث الأميركية تواصل تسليط الأضواء على مايجري في منطقة الشرق الأوسط، مهتمة بالأحداث الجارية في مصر حيث تنغّص التطورات فيها فرصة تمتّع هذه المراكز بالعطلة الصيفية، فضلاً عن التطورات الميدانية المتلاحقة في سورية.

تحذير أميركي من "تداعيات طويلة الأجل" للأزمة المصرية


نغصت الأحداث المصرية فرصة تمتع مراكز الأبحاث بالعطلة الصيفية. وحذّر معهد واشنطن Washington Institute من التداعيات طويلة الأجل لاستمرار الازمة مع الإخوان المسلمين. وقال متنبئاً باستمرار تنظيم "الإخوان" "في التظاهر والإحتجاج، مما سيؤدي إلى أحد أمرين: استشراس الأجهزة الامنية، واخضاعها التام لأنصار "الإخوان" لبسط الإستقرار السياسي والإجتماعي، أو تتجنّب الأجهزة الأمنية ممارسة إجراءات غير اعتيادية، تتيح بموجبها فرصة التظاهر للإخوان لأجل غير مسمى، الذين سيلجأون إلى وسائل أشدّ عنفاً للتعبير عن مطالبهم. وفي المحصلة، سيهدد هذا الخيار المسار السياسي" برمته.
استحضر مركز السياسة الأمنية Center for Security Policy مضمون أطروحة اللواء عبد الفتاح السيسي مجادلاً بتعارض الديموقراطية والإسلام والتي قدّمها إباّن فترة الدورة الدراسية في الكلية الحربية الأميركية حول المفهوم الإسلامي للديموقراطية. ونسب المركز الى السيسي قوله "بما ان الديموقراطية هي تجسيد لمؤسسة علمانية، من المستبعد ان تلقى ترحيباً من قبل الغالبية العظمى لسكان الشرق الأوسط".

واضافت عن السيسي "إن روح الديموقراطية، أو الحكم الذاتي، ينظر اليها بايجابية المسعى طالما هي معنية بتطوير البلاد وادامة القاعدة الدينية، بدلا من تقويض قيمة الدين واستحضار عدم الاستقرار".

وبالنسبة لسورية فقد زعم معهد الدراسات الحربية Institute for the Study of War ان "الانجازات الهامة التي احرزها المسلحين في محافظة حمص" دفعت بالقوات السورية الى "الاشتباك مع قوى المعارضة على جبهات اخرى .. مع العلم ان القوات الرسمية تشنّ هجمات معاكسة، الا ان قوى المعارضة استطاعت المحافظة على وتيرة تقدمها .. واثبات ان الحكومة السورية ينقصها القدرة المطلوبة لانزال هزيمة نهائية بالمتمردين".
وفيما يتعلّق بمسير مفاوضات "السلام" في المنطقة اعرب معهد واشنطن Washington Institute عن تشاؤمه من آفاق المرحلة المقبلة، مقارنة باللهجة التفاؤلية الصادرة عن وزير الخارجية جون كيري. وقال ".. هناك عاملين على الأقل تجعلنا نشك بالنتائج. الأول أنّ الدولة الفلسطينية بحاجة إلى دعم مالي، فهل ستفلح تلك الدولة في نهج مستقل عن المؤثرات الخارجية؟، الثاني يتجلى في أنّ" التوصل لاتفاقية حول الدولتين ستكون قاعدتها معاملة تجارية، تتضمّن تحديد دقيق للحدود المشتركة والمزايا، وربما إبرام معاهدة مشتركة تعلن انتهاء الصراع واسقاط كافة المطالب".

محالة عدم الاستقرار السياسي الماثلة في الكويت، كانت موضوع اهتمام معهد المشروع الاميركي American Enterprise Institute الذي يعتبر أن "أساس المسألة يكمن في التغيّير الديموغرافي، وتقدّم الشعب الكويتي في السنّ، فضلاً عن ازدياد اعداد السكان من البدو. مما دفع بالنخب الكويتية إلى اتخاذ اجراءات للحدّ من نفوذ البدو وانهاء البت في طلبات الرعايا السعوديين للجنسية الكويتية، كما ان المسألة ترتبط بشكل وثيق بموضوع البدون".

بدوره، حذّر مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية CSIS من تنامي نفوذ "دول مجلس التعاون الخليجي في رسم السياسات الخاصة بدول المغرب". وإعتبر أن الأمر ينطوي على "مغامرتين أساسيتين للدول الخليجية. الأولى تتناول الدعم المالي الذي تقدّمه قد يثبت كمّ هو ضار سياسياً بدلاً من الفائدة الإقتصادية المرجوة، إذّ هو يوفر اغاثة قصيرة الأجل بينما يشوّه المسرح السياسي الداخلي، أما الثانية فتكمن في تنافس الدول الخليجية لصياغة أولوياتها مما قد ينعكس بقوة على دول المغرب، فضلاً عن أنّ الفصائل السياسية المغاربية قد تلجأ للعب على وتر التعارضات بين بعض الدول الخليجية ضد البعض الآخر".

وفي الشأن الأميركي الداخلي أدلى معهد كارنيغي Carnegie Endowmwnt بدلوه في مسألة التجسس الداخلي، مطالباً بوضع حد للحرب على الإرهاب "التي افرزت معظم جهود التجسس الداخلي." وقال ان "افراط الولايات المتحدة في جهود التصدي لتداعيات هجمات 11 أيلول أدت لالحاق الضرر بعدد من القضايا، مع اهمية الاقرار بان "العنف الجهادي" سيبقى مسلّط علينا لعدة سنوات قادمة." وطالب المعهد بضرورة "اعادة النظر في استراتيجية مكافحة الإرهاب، بحيث تمكننّا من تفادي الوقوع في أخطاء تهدد اهداف السياسة الخارجية الأشمل".

اخترنا لك