إسرائيل تسمح لفلسطينيين من الضفة بزيارة القدس وأراضي 48
مئات آلاف الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية تسمح لهم اسرائيل خلال شهر رمضان وعيد الفطر السعيد بدخول القدس المحتلة وأراضي الـ48، فما هي دوافعها وأهدافها وكيف كان لقاء الأهل بأهلهم وبلدهم؟
-
اسرائيل تسمح لأهالي الضفة الغربية بزيارة أهلهم في الأقصى واراضي الـ48 -
ما هي دوافع إسرائيل للسماح لأهالي الضفة الغربية بالعبور إلى القدس المحتلة
أفواج من الفلسطينيين يشدّون رحالهم نحو درة القلب ومستقرّ الروح. في رحاب مسجدها الأقصى يقضون أوقاتهم. فالوقت المسروق من قبضة الاحتلال يكون فعلاً من ذهب بالنسبة لهم.
محمد فرج، من بلدة الخليل هو واحد من هؤلاء، يقول "الدخول إلى القدس بالنسبة لنا كأننا ذاهبون إلى الحج لأننا لا نزورها إلا من العيد للعيد، أي في المناسبات فقط". ويضيف محمد " أنا منذ عشرين عاماً لم أزر هذا المكان، وهذه هي السنة الأولى التي آخذ فيها تصريحاً، والحمد لله جئنا إلى الأقصى وصلينا وسررنا بزيارتنا له".
خلال شهر رمضان وعيد الفطر سمحت سلطات الإحتلال الاسرائيلي بدخول نحو مليون فلسطيني من الضفة الغربية للقدس وأراضي 48.
أحد الدوافع المبطّنة هو الاستغلال الاقتصادي، ما دفع بناشطين سياسيين فلسطينيين لإطلاق "حملة توجيه" لحملة التصاريح.
الناشطة في الحملة خلود بدوي تقول " طلعلي تصريح، وين أروح؟ " بالنسبة لخلود هو انجاز، وتؤكد "أهم شيء استطعنا أن نفعله هو قدرتنا على الإجابة على سؤال "إعمل لي تصريحاً إلى أين أذهب؟" لأن الإجابة على هذا السؤال بحسب خلود يجب أن تكون واضحة وصريحة، على اعتبار أن عليها أن تذهب إلى مكان عربي داخل أراضي الـ48 لتتواصل مع أبناء شعبها ودعم اقتصاده في دولة اسرائيل.
بالفطرة، لبّى الفلسطينيون النداء. وهو أكثر ما يكون نداء الأرض والبحر لهم والمدن الفلسطينية العريقة التي يعتبرونها قرّة العين المسلوبة.
مواطن فلسطيني آخر، تحدث عن انتمائه للمدن الفلسطينية مثل يافا وعكا وحيفا، معتبراً أنها جزء من أرضه التي لا بدّ له أن يراها ومن حقه زيارتها، مشيراً أن هناك أجيالاً كاملة لا تعرف البحر.
السماح بدخول مئات الآف الفلسطينيين إلى القدس المحتلة وأراضي الـ48 لم يكن محض صدفة بحسب بعض المراقبين، إنما كان تخديراً لهم من وجع الاحتلال المزمن، وتنفيساً للغضب المتراكم ضده، خصوصاً في ظل المفاوضات الجديدة التي تريد بها إسرائيل فرض الواقع السياسي، الذي تشاء.
لقاء وإن كان عابراً ومع القليل من أبنائها، يجعل البلاد رغم غبار الاحتلال تستعيد الثقة بالنفس مؤكّدة مقولة "هذا البحر لي، هذا الهواء الرطب لي"!...