بين الإخوان والأقباط... علاقة جدلية مستمرة
إتحاد شباب ماسبيرو ينتقد ما وصفه باعتداء أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين على عدد من الكنائس لإجهاض الثورة ومطالب الشعب بالحرية، ما يطرح من جديد العلاقة الجدلية بين الإخوان والأقباط.
على الرغم من أن مشهد إعلان خارطة الطريق ضم مختلف القوى المعارضة في مصر إلا أن صورة بابا الأقباط إلى جانب هذه القيادات كان لها بعد مختلف عند جماعة الإخوان المسلمين. وما يعبر عن ذلك ما قاله المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع بأن على البابا أن لا يتحدث باسم الأقباط لأنه رمز ديني فقط.
إذاً فإنه من غير الممكن إطلاق توصيف محدد على علاقة الاخوان منذ نشأة جماعتهم بأقباط مصر، فضبابية سياساتهم لطالما انسحبت على نظرتهم لمسيحيي مصر.
وعلى الرغم من أن اللجنة السياسية التي شكلها مرشد الجماعة الأول ومؤسسها حسن البنا ضمت أقباطاً إلا أن النظرة اليهم وصلت إلى حد التناقض بين قياديي الإخوان، إلى حد قول أحدهم إن خطاب الإخوان يتقاسمه "الحمائم" و"الصقور" وكله يندرج ضمن لعبة تقسيم الأدوار.
ولعل الموقف الأبرز كان لمرشدهم الخامس مصطفى مشهور الذي ذكر صراحة أن على الأقباط دفع الجزية بديلاً عن عدم التحاقهم بالجيش. فبرأيه لو حارب جيش الدولة الإسلامية دولة مسيحية يمكن أن ينحاز المسيحيون الموجودون في صفوفه إلى الأعداء.
هاجس المرشد مشهور يطرح إشكالية المواطنة للأقباط، فموقف الإخوان الرافض لتولي غير المسلم الولاية العامة ثابث لا يتغير.
وعلى الرغم من ذلك، هناك من يقول إن السياسة هي التي تتحكم بالمد والجزر في العلاقة بين الإخوان والاقباط. وقد شهد العام الوحيد لحكم الاخوان في مصر انخراط أقباط في عملية تأسيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة، كما شهد اندراج أسماء قبطية على قوائم انتخابية للحزب نفسه، ومؤخراً شهدنا اصطفاف اقباط إلى جانب حملة إسقاط الرئيس الإخواني محمد مرسي.
وبحسب المتابعين لسيرة الجماعة فإن العلاقة بينها وبين الأقباط تحكمها التطورات السياسية المحلية والإقليمية.