ما مصير المشروع الإخواني في مصر والمنطقة؟
حدث ما حدث في مصر التي غيرت رئيسين في مدة عامين ونصف، لكن مرسي كان يشكل رمزاً لمشروعٍ سياسي لجماعة الإخوان ليس في مصر وحسب، إنما في مجمل العالم الإسلامي.. هل تتوقف التداعيات عند حدود مصر وحدها؟
ما كان يمكن أن يبقى محمد مرسي رئيساً بعد إنذار الجيش؛ تواجهت هيبة القيادة العسكرية مع هيبة الإخوان المسلمين وكان لا بد أن ينتصر إحدها على الآخر بعد أن انعدمت سبل التفاهم.. أما وقد سقط مرسي بتحالف الشعب مع الجيش ومرجعيات دينية إسلامية وقبطية فماذا بعد؟
رأس هرم جماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي هي جماعة مصر، وفي مصر ولدت الجماعة قبل ثمانين عاماً وصمدت في وجه الجميع، فهل ستضهم أنها هُزمت وربما شلت حركتها في أقل من عام في السلطة، أم تستمر في اعتبار ما حصل إنقلاباً عسكرياً؟
إن هضم الإخوان ما حصل فهذا يعني طي صفحتهم باكراً وإنهاء أدوار أخرى بنيت على ربيعهم.. فكيف مثلاً سيكون مستقبل السياسة القطرية؟ ماذا سيكون مستقبل حركة حماس؟ ومن سيمنع دولاً أخرى من الاتجاه في المسار نفسه لإنهاء حكم الإخوان؟
إن سرعة بعض ردود الفعل توضح شيئاً من صورة الفرحين؛ هذه دول الخليج من السعودية إلى الإمارات باستنثاء قطر ترحب من خلال تصريحات رسمية أو عبر الإعلام.. يصل الأمر بوزير الخارجية الإماراتي إلى حد القول إن جيش مصر العظيم هو سياج مصر وحاميها ودرعها القوي.. كيف يمكن لدول الخليج بعد اليوم أن ترحب بسقوط الإخوان في مصر وتدعمه في دول أخرى كسورية؛ حيث الائتلاف السوري المعارض فيه النسبة الأكبر للإخوان.. ولعل كلام الرئيس بشار الأسد أمس عن سقوط فكرة الإسلام السياسي واضحة في هذا المجال.
وردود الفعل الدولية التي وإن دعت إلى عودة السلطة سريعاً إلى المدنيين، إلا أنها ضمناً ترحب بإنهاء حكم الإخوان لأنها ترى أن خلطاً كبيراً حصل بين الإسلام المعتدل وذاك المتطرف الذي يزرع الرعب وأكل القلوب..
كل هذا إذاً مطروح على محور الأسئلة في حال قبل الإخوان هضم ما حصل، ولكن السؤال الأخطر ماذا لو رفضوا وقرروا المواجهة؟ مثال الجزائر لا يزال حاضراً..
هنا بالضبط تدخل مصر نفقاً مظلماً وتصبح القيادة العسكرية برمتها أمام الامتحان الأصعب والأخطر؛ ماذا لو أن خطوة القيادة العسكرية جاءت أصلاً لفتادي وضع أمني كان يراد له تفجير الوضع الداخلي وإحراج الجيش؟