مرسي يدافع عن سياسته

الرئيس المصري محمد مرسي يحذر من الإستقطاب والتطاحن السياسيين لما سينتج عنهما من فوضى تهدد البلاد، ويدعو إلى وقف لغة التخوين ويبدي استعداده لمعالجة الأخطاء، ومواجهات بين مؤيديه ومعارضيه تسفر عن قتلى وجرحى .

الرئيس المصري يلقي خطاباً في قاعة المؤتمرات في مدينة نصر بالقاهرة

أكد الرئيس المصري محمد مرسي الحاجة الى التلاقي وإرساء الاستقرار، محذراً من أن الاستقطاب وما سمّاه التطاحن السياسيّ الحاصل يهددان البلاد بالفشل والفوضى.

وفي خطاب ألقاه في قاعة المؤتمرات في مدينة نصر بالقاهرة، دعا مرسي إلى وقف ما سمّاه عمليات التخوين، مبدياً استعداده لمعالجة الأخطاء.

وتوّجه الرئيس المصري الى المعارضة بالقول إنه يتفهم جيداً "ان تختلف المعارضة وأن تنافس من خلال الآليات الديمقراطية، لكني اربأ بها ان تشارك في الانقضاض على الثورة".

وحول العلاقة مع القضاء لفت مرسي الى "إننا نقدر مؤسسة القضاء ولا نتدخل في عملها".

واشار الرئيس المصري الى أنَّ هناك من يناصب الثورة العِداء في الخارج والداخل.

واستهلّ مرسي خطابه، الذي قوطع مرّات عدة بالتصفيق والهتاف من قبل أنصاره، بالتحذير من أن مصر تواجه تحديات كبيرة، مشيراً إلى أن "الاستقطاب والتطاحن السياسي يهدّد تجربتنا السياسية". وأضاف «في العام الأول وقفت أمام تحدّيات، أصبت أحياناً وأخطأت أحياناً أخرى بعد تسلّمي السلطة... لكننا قادرون على التغلب على التحديات، ويجب علينا أن نبحث عن الإيجابيات ونبني عليها، والسلبيات ونتغلب عليها».
وقال مرسي إنه يتفهم اختلاف المعارضة معه، لكنه يرفض مشاركتها في «الانقضاض على الثورة». واعتبر أن عدم الاستقرار يأتي بسبب دعوات التخريب التي تؤثر على الاستثمار، مشيراً إلى أن «البورصة خسرت 50 ملياراً بسبب الشائعات والتخريب». وتابع محذراً: «إن لم يصمت المعادون للثورة، الذين أصبحوا ثواراً، لأتخذنّ أقصى القوة ضدهم».

واشار إلى أنه ليس معنى أن هناك اختلاف بين سلطة ومعارضة، أن هنالك إنقسام، لافتاً إلى أن ذلك طبيعة حال أيّ بلد في العالم، وأضاف: "يا شعب مصر ستظل مصر حرّة وستشارك في البناء"، مبيّناً أن "الثورة لم تعط تفويضاً مفتوحاً لأي فرد ولكن في المقابل هناك شرعية دستورية وإلتزام دستوري على الجميع".
واتهم مرشح الرئاسة السابق أحمد شفيق بالعمل على قلب نظام الحكم في مصر وطالبه بالمثول أمام المحكمة، مضيفاً، بلهجة الاستهزاء، إن رجال الحزب الوطني المنحل «تحوّلوا اليوم إلى ثوار». وخصّ بالذكر صفوت الشريف وفتحي سرور وزكريا عزمي وآخرين. وفيما قال مرسي إن رجال الأعمال في مصر فيهم شرفاء، وجه اتهاماً لرجلي الأعمال محمد الأمين وأحمد بهجت بأنهما يقومان بتسليط قنواتهما ضد الثورة والرئاسة.

وتطرّق مرسي في خطاب إلى دور القوات المسلّحة المصرية قائلاً إنها "كانت وستظلّ درع مصر الواقي التي تحظى بكل تقدير وإحترام من كلّ مؤسسات الدولة، وهي تصدّت لإدراة البلاد في ظرف دقيق من عمر مصر ثم عادت بهمّة واختيار كامل وعادت الى ثكناتها في حماية الثغور ومازالت تتعرض لتحديات كبيرة"، ووصف ما يثار من شائعات حول علاقة الرئاسة بالجيش بأنها "اشاعات رخيصة بغيضة".

وأوضح في هذا الإطار" تبقى الحقيقة التي تجتمع عليها جميع الإدارات النافذة أن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وأن مؤسسات الدولة جميعاً وعلى رأسها القوات المسلّحة تعمل بانسجام وانضباط تام تحت قيادة رئيس الدولة، دون انتقاص عما هو مرسوم لها من ادوار في الدستور والقانون".

وأعلن مرسي عدّة قرارات أهمها: تكليف وزيرالداخلية بتشكيل وحدة خاصة لمكافحة البلطجة وأعمال الشغب للحفاظ على ممتلكات والأرواح، وتشكيل لجنة مستقلة لإجراء التعديلات الدستورية المقترحة، من كافة الأحزاب التي تختار رئيساً من بينها، لجمع التعديلات الدستورية وتقديمها كمقترح من الرئيس للبرلمان.

كما أعلن أيضاً تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية تعمل على إعداد الإجراءات التي تعمل على المصالحة بين جهات الدولة المختلفة، والتوافق على محاورالعمل الوطني للفترة المقبلة، كما كلّف الوزراء والمحافظين بإقالة كافة المتسببيّن في الأزمات التي تعرّض لها المواطنون خلال أسبوع.

من جهة أخرى، ترافق القاء مرسي لخطابه مع صدامات بين مؤيدي الرئيس المصري ومعارضين له خارج القاعة وفق مراسل الميادين الذي قال إن الإشتباكات عنفت في مدينة المنصورة وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص، بينما أشارت وزارة الصحة المصرية إلى سقوط قتيل و240 آخرين.

وفي القاهرة أيضاً، تظاهر الآلاف من أنصار أمام ميدان التحرير وأمام وزارة الدفاع.

اخترنا لك