أردوغان يعمق الشرخ بفعل سياسات التحريض
الصحف التركية تسلط الضوء على أحداث "تقسيم" وتداعياتها على العملية السياسية مع حزب العمال الكردستاني ومع الدول الخارجية لا سيما أوروبا وأميركا، وصحيفة "حرييات" تعتبر أن الغرب دلّل أردوغان سابقاً لكن من الواضح أن تركيا ستكون أمام إمتحان مفصلي في المستقبل.
قال رئيس حزب السلام والديموقراطية الكردي صلاح الدين ديميرطاش في حوار مع صحيفة "ميللييات"، إن العملية المتعلقة بحل المسألة الكردية كان يمكن لها أن تتوقف أثناء أحداث حديقة "غيزي"، لافتا إلى أن طريقة قمع المحتجين والخطاب الذي كان يستخدمه حزب العدالة والتنمة أوقع عبدالله أوجالان في حرج كبير، و"قد بذلنا جهودا خارقة لمنع العودة الى العمليات العسكرية التي كان يمكن ان تنفجر في أي لحظة".
ديميرطاش قال "نحن ننتظر بدء المرحلة الثانية من الحل التي تقع على عاتق الحكومة، وتلحظ تعديلات دستورية وقانونية، وقد أكد أوجالان في رسالته الجديدة الى الدولة أن حل المشكلة الكردية يأتي في إطار تعزيز الديموقراطية في تركيا وليس العكس.
وتحت عنوان "رسائل من على ضفتي الأطلسي" كتبت صحيفة "حرييات" أن هتافات التأييد التي قوبل بها أردوغان من جانب أهالي متخرجي كلية الشرطة وكلمته أمامهم تعكس المدى الذي أصبح فيه البوليس في تركيا مسيساً، ويعتمد عليه اردوغان. لكن هذا لا يعفيه بحسب الصحيفة من رسائل جاءته خلال اليومين الماضيين أولاها من صديقه أوباما الذي دعاه الى عدم استخدام العنف، وثانيها من المجلس الأوروبي وثالثها من سفراء الاتحاد الأوروبي في أنقرة.
ومضت الصحيفة تقول "لقد دلّل الغرب أردوغان على مدى عشر سنوات، ولم يكونوا يحاسبونه على سجل حقوق الانسان. لكن من الواضح أن تركيا دخلت بعد أحداث تقسيم مرحلة جديدة معيارها الحريات والتسامح وستكون تركيا أمام إمتحان مفصلي".
بدورها أوردت صحيفة "جمهورييات" أن انتفاضة تقسيم خرجت وخرج مقابلها مؤيدو حزب العدالة والتنمية. وقالت "هناك تركيا ذات الأكثرية العددية وتركيا المتطلعة إلى الشراكة مع الآخر. أما وظيفة الدولة هي أن تمزج بين الجبهتين وتعلمهما أن يعيشا معا وأن يحترما بعضهما الآخر. الوضع اليوم ليس هكذا، بل إن الدولة تقوم بممارسات معاكسة لذلك تعمق الشرخ بينهما بفضل سياسات التحريض والتفرقة".