أنباء عن فرار الأسير.. والجيش اللبناني يسيطر على منطقة عبرا في صيدا

معلومات ترجح فرار أحمد الأسير من صيدا، ولجوئه إلى سفارة قطر في بيروت، والجيش اللبناني يحكم السيطرة على محيط مسجد بلال بن رباح في صيدا ويمشط المناطق المحيطة.

الرئيس اللبناني: الجيش يحظى بالغطاء السياسي الكامل والشامل لقمع المعتدين

قالت مصادر صحفية أن أحمد الأسير فر من منطقة عبرا في صيدا وإلتجأ إلى السفارة القطرية في بيروت، في وقت سيطر الجيش اللبناني على منطقة المربع الأمني الخاص بالأسير، ويعمل على تمشيط المناطق والأبنية المحيطة للتأكد من خلوها من المسلحين.

في هذه الأثناء تستمر المواجهات بين قوات الجيش اللبناني ومسلحين تابعين للأسير في أنحاء متفرقة من صيدا وإن كانت بحدة أخف، بعد استشهاد 15عسكرياً وجرح نحو أربعين منهم وفق مراسل الميادين.

وأفيد عن مقتل وإصابة العديد من المسلحين خلال المواجهات التي انفجرت إثر مهاجمة مجموعة من مسلّحي الأسير حاجزاً للجيش بالرصاص في عبرا. كذلك دارت اشتباكات بين الجيش ومسلّحينَ من تنظيم جند الشام عند أطراف مخيم عين الحلوة.

وترأس الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان الإثنين اجتماعاً وزارياً أمنياً للبحث في الأوضاع الأمنية في البلاد وتحديداً ما تشهده مدينة صيدا من اشتباكات.

وشدد بيان صادر عن الإجتماع على "وجوب استمرار قوى الجيش تؤازرها باقي القوى العسكرية والأمنية في تنفيذ اجراءاتها حتى الانتهاء من المظاهر المسلحة وإزالة المربع الأمني للأسير وأنصاره، وتوقيف المعتدين والمحرضين على الجيش اللبناني"، مطالباً قيادة الجيش "اتخاذ الإجراءات التي تسمح بإجلاء المدنيين من منطقة العمليات العسكرية للحفاظ على سلامتهم وعلى سير العملية العسكرية".

كما اطلع المجتمعون من قائد الجيش العماد جان قهوجي والأجهزة الامنية على سير العملية العسكرية التي تنفذها قوى الجيش بعد الاعتداء الذي تعرض له حاجز الجيش بالأمس وأدى إلى استشهاد وجرح عدد من العسكريين.

وأكدت قيادة الجيش بدورها "حرصها التام على دور العبادة وحياة المواطنين"، داعية "كل من قام بالاعتداء على المواطنين ومراكز الجيش إلى تسليم نفسه فوراً".

وكان الجيش اللبناني أحكم الطوق على محيط مسجد بلال بن رباح في عبرا حيث يتحصن أنصار الأسير. وأعربت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها عن أسفها لسقوط عناصرها "برصاص مجموعة لبنانية وليس برصاص العدو الاسرائيلي".

وتابع البيان "لقد حاول الجيش منذ أشهر إبعاد لبنان عن الحوادث السورية، وألاّ يردّ على المطالبات السياسية المتكررة بضرورة قمع المجموعة التابعة للشيخ أحمد الأسير في صيدا، حرصا منه على احتواء الفتنة والرغبة بالسماح لأي طرف سياسي بالتحرك والعمل تحت سقف القانون.

لكن ما حصل في صيدا الأحد فاق كل التوقعات. لقد استهدف الجيش بدم بارد وبنية مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا كما جرى في العام 1975، بغية إدخال لبنان مجددا في دوامة العنف".

ودعت قيادة الجيش "قيادات صيدا السياسية والروحية إلى التعبيرعن موقفهم علناً، فإما أن يكونوا إلى جانب الجيش، وإما أن يكونوا إلى جانب مروجي الفتنة وقاتلي العسكريين".

وأشارت قيادة الجيش الى أنها لن تسكت عما تعرضت له سياسياً وعسكرياً، وأنها "ستواصل مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق، والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه سفك دماء الجيش، وسترد على كل من يغطي هؤلاء سياسياً وإعلامياً."

من جانبه تابع رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان تطورات الاشتباكات في صيدا، مشيراً الى ان الدعوات الى العسكريين للانشقاق عن وحداتهم والجهاد ضد الجيش "تصب في خانة مصلحة اعداء لبنان ولن تجد آذاناً".

وتابع سليمان بأن الجيش اللبناني "يحظى بالغطاء السياسي الكامل والشامل لقمع المعتدين على المواطنين والعسكريين".

ودعا سليمان الوزراء والقادة المعنيين بالأمن، الى اجتماع يعقد صباح الاثنين في قصر بعبدا.

أما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي فقد أدان الإعتداء على الجيش داعياً إلى عدم اطلاق المواقف الإنفعالية.

من جهته، شدد رئيس الحكومة المكلف تمام سلام على حلّ الجيش اللبناني لما يجري في صيدا بالسرعة الممكنة.

أما النائب في البرلمان وليد جنبلاط فقال إنه "لا يمكن الطلب من الجيش التفاوض مع من قتل ضباطه وعناصره"، معلناً وقوفه إلى جانب الجيش اللبناني "لدرء الفتنة عن البلد".

وفي حين ترددت اشاعات عن حصول انشقاقات في صفوف الجيش اللبناني، نقلت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان عن مصدر عسكري قوله "إنه لا صحة لما تردد عن انشقاقات في صفوف الجيش".

وافاد مراسل الميادين بأن مسلحين ملثمين قطعوا الطريق عند البوليفار الغربي والشرقي لمدينة صيدا قبل أن تتوجه وحدات من الجيش اللبناني الى الموقعين، حيث عمدت الى فتح هاتين النقطتين الحيويتين.

وفي حارة صيدا أدى سقوط قذيفة هاون الى اصابة شخصين بجروح وتم نقلهما الى احدى مستشفيات صيدا للعلاج.

وشهد عدد من المناطق اللبنانية قطعاً للطرقات بالاطارات المشتعلة، قبل أن يعيد الجيش فتحها.

من هو أحمد الأسير؟

أحمد الأسير الحسيني، يرمي بعمامته وجلبابه ويرفع سلاحه في وجه السلطة اللبنانية. شخصية سلفية جذبت الإعلام نظراً لمواقفها الراديكالية.  

وقد أثارت خطابات الأسير الجدل على نطاق واسع بسبب خطاباته المتطرفة. 

ترعرع ابن الخامسة والأربعين عاماً في صيدا، وأتقن القرآن الكريم حفظاً وتجويداً في السابعة من عمره كما تذكر صفحته على الفايسبوك. سطع نجمه لاحقاً كإمام وخطيب لمسجد بلال بن رباح شرق صيدا.

ويمكن القول إن بيئة الأسير مختلفة معه منذ الصغر إذ إن والده يعرف بميله الفني وبأنه يتقن العزف على الطبلة حتى أن أوساطه ترجح أن الفضل يعود له في بروز الفنان فضل شاكر على الساحة اللبنانية لاحقاً. إلا أن شاكر عاد ليعتزل الغناء وينضوي تحت راية الأسير. انضواء زاد من شعبية الشيخ التي كانت محصورة في بعض من يزوره لدعوتهم للإسلام. 

يذكر أن الشيخ أحمد الأسير هو ثمرة زواج مختلط من أم شيعية وأب سني، لكن ذلك لم يمنعه من شن حملة على إيران وحزب الله وانتهاج خطاب طائفي.

الكثير قيل عن مصادر تمويل الأسير، ففيما تحدث البعض عن تبرعات خاصة تحدث آخرون عن دعم دولة خليجية له. وفي جميع الأحوال فإن الرئيس اللبناني ميشال سليمان ومسؤولين لبنانيين آخرين طلبوا من أمير قطر وقف دعمه مالياً اذا كان ذلك صحيحاً. إلا أن الأمير القطري نفى آنذاك أي علاقة مباشرة له بالأسير. أما تيار المستقبل فهو على علاقة غامضة مع الأسير فتارة يتبادل الطرفان الإنتقاد ومراراً يلتقيان في الموضوع السوري ومناهضة حزب الله. 

وإذا كان الأسير يشكل حالة خاصة داخل طائفته فإن الكثير من تيارات هذه الطائفة لا يشاركونه مواقفه الجدلية.   

نبذة عن الشيخ أحمد الأسير