سليمان يصعّد ضد حزب الله... مشهد لبناني غاية في التعقيد

في منتصف ليلة الخميس تبدأ في لبنان ولاية مجلس النواب الذي مدد لنفسه لعام وخمسة أشهر. مع هذا الموعد فجّر رئيس الجمهورية مفاجأة سياسية بتصعيد اتهاماته لحزب الله بالتورط في سورية، وذلك مع كلام لافت عن مستقبل الحكومة اللبنانية.

سليمان تلقى اتصالاً مؤخراً من أوباما تناولا فيه مشاركة حزب الله في القتال في سورية

حين يقول رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان إن المقاومة أخطأت بذهابها الى سورية، وإنه شارك الرئيس الأميركي باراك أوباما قلقه من تورط حزب الله، فإن في الأمر تصعيداً غير مألوف بين الطرفين. تصعيد يوحي بأن أزمات متلاحقة ستعصف بالبلد فيما الإشتباكات الدائرة على ضوء الحرب في سورية تتمدد من الشمال إلى البقاع فالجنوب.

سليمان اعتبر أن تدخل الحزب في سورية يؤدي إلى توترات في لبنان، لكن الأهم في ما قاله رئيس الجمهورية يتعلق بحلب. فهو أكد أنه إذا شارك حزب الله في معركة حلب، فهذا سيعيد توتير الأجواء مضيفاً أن الأمر يجب أن يتوقف عند القصير.

ثمة من يعتبر كلام سليمان بهذا المعنى دائراً في فلك الضاغطين على سورية وحلفائها لمنع حصول معركة حلب لأنها ستكون مفصلية. وهذا ما دفع مسؤولين أميركيين وغربيين لدفع لبنان إلى تصعيد الموقف ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وهذا ما جعل أوباما نفسه يتصل بميشال سليمان قبل فترة.

يشار إلى أن سليمان الذي كان قبل فترة التقى وفداً من حزب الله وبقي الجور متوتراً بينهما، قدّم مذكرة إلى الأمم المتحدة ضد سورية وسيقدم أخرى مماثلة إلى جامعة الدول العربية، وهو إذ ذكر بأن دمشق هي التي بادرت إلى تقديم شكوى ضد لبنان في الأمم المتحدة، غير أن حلفاء سورية في لبنان رفعوا الصوت ضده، ووصل الأمر ببعضهم إلى حدّ محاكمته بتهمة الخيانة العظمى.

هذا التأزم المترافق مع توترات أمنية على الأرض، يتزامن مع فراغ دستوري كبير في لبنان. فبعد أن بدأت الولاية الممددة لمجلس النواب، لا يزال لبنان يعيش بحكومة تصريف اعمال.

والسؤال المفصلي اليوم، هل يغامر رئيس الجمهورية ومعه رئيس الحكومة المكلف تمام سلام بتشكيل حكومة أمر واقع؟ أي بدون حزب الله وحلفائه؟

لو فعل فإن لبنان سيكون حتماً أمام أزمة كبيرة، وغالباً ما تنعكس الأزمات السياسة في لبنان بحروب صغيرة هنا وهناك. ولو أضفنا إلى هذا ابتعاد الخليجيين عن السياحة اللبنانية هذا العام ورفع مستوى ضغوطهم على مناصري حزب الله في الخليج، فإن المشهد يبدو فعلاً غاية في التعقيد. 

اخترنا لك