خلفيات سماح تركيا لقوات البيشمركة بالدخول إلى كوباني
أسئلةٌ كثيرة تحوم حول سماح تركيا للبشمركة بدخول كوباني، وهل عدد المقاتلين المسموح بدخولهم بإمكانه قلب الميمنة على الميسرة.
بدت معركة كوباني أول اختبار حقيقي للتحالف الذي عول على إستثمار تعاون إقليمي لضرب أول مثال على قدراته العملياتية في التصدي للتنظيم الذي جمع المتناقضات عالمياً وإقليمياً لقتاله. ولأن كوباني على حدود تركيا، كان المتوقع دوراً تركياً أساسياً في المعركة، هذا ما كانت تعول عليه واشنطن، وهذا ما كان ينتظره الحلفاء، لكنه لم يحدث، لأن أنقرة وضعت أمامها مجموعة من المطالب قرنتها بأي خطوة إيجابية. المطلب الرئيس تمثل بإقامة منطقة آمنة وهو ما كان سيعني بشكل أو بآخر سيطرة المعارضة السورية المدعومة تركياً على شمالي سوريا ووضع حجارة الأساس للإنطلاق في عملية تغيير المعادلة على الأرض. ساومت تركيا على إدخال مجموعات البيشمركة الكردية العراقية إلى كوباني مشترطة أن يكون بالتوازي مع إدخال عناصر من الجيش السوري الحر إلى المنطقة وهو ما لم يلاق ترحيب الأكراد. فجأة وفي خطاب له وافق الرئيس التركي يوم الأربعاء الماضي على تقديم المساعدة، وتجلى ذلك بفتح أنقرة حدودها لمرور 150 جندياً من البشمركة مع سلاحهم وذخيرتهم عبر الحدود المشتركة. لم يعرف حتى اللحظة أي مقابل ستتلقاه تركيا لقاء ذلك، وهل إن نظريتها في كون الحل في كوباني لا يمكن أن يكون بمعزل عن الحل الشامل للأزمة السورية لاقت قبولاً لدى من بيدهم ناصية الأمور. السؤال الآخر الذي يطرح، هل هذا العدد ممن يوصفون بمجابهي الموت (البشمركة) بإمكانهم أن يواجهوا الموت الذي ينشره التنظيم الأكثر دموية في الشرق الأوسط، داعش.. داعش التي صمدت حتى اللحظة في معركة هجومية على منطقة تفتقد فيها للبيئة الحاضنة، لكنها لا زالت تقاتل وبشراسة وتسيطر على نسبة مئوية وازنة من الأرض. لذا فالسؤال حول فاعلية هذا العدد من القوات الكردية القادمة من العراق يبقى مشروعاً، والسؤال الآخر الذي يقفز إلى المقدمة، أي ثمن إقليمي ودولي سيدفع في معركة في ناحية ككوباني، ومن حقاً الذي سيدفع الثمن.