أوهام القوة الجوية للمسلحين في سوريا... هل تبددت؟
من الحروب الدائرة في سوريا هي حرب المطارات، منها ما سيطرت عليه الجماعات المسلحة ومنها ما استعاده الجيش السوري. استيلاء داعش على طائرات حربية والإقلاع بها ومن ثم تدميرها من قبل الجيش السوري قضى على ذريعة "منطقة الحظر الجوي" في الشمال والشمال الشرقي، ولكن يبقى احتمال حدوث مفاجآت في هذا الإطار قائماً في أي وقت.
مطارات عسكرية سورية تحت سيطرة المسلحين
تلا ذلك سيطرة قوات تابعة "للجيش الحر" على مطار "مرج السلطان" للمروحيات العسكرية في ريف دمشق في نوفمبر / تشرين الثانى عام 2012 بعد فترة من حصاره. هذا المطار كان يحتوي على سربين من المروحيات العسكرية من نوع "أم آي 8" و "أم آي 17" تم نقل أغلبها إلى مطارات أخرى ولم تتمكن القوات المهاجمة من الاستفادة من الطائرات المتبقية في المطار نظراً لتضررها الشديد من القصف الذي نفذته قوات المعارضة على المطار خلال فترة حصاره. وفي مطلع عام 2013 تمكنت قوات مشتركة تابعة "للجيش الحر" على رأسها "أحرار الشام – جبهة النصرة – الطليعة الإسلامية" من السيطرة على مطار "تفتناز" للمروحيات العسكرية في ريف أدلب و الذي كان يحتوي أيضا على سربي مروحيات عسكرية من نوع "أم آي 8" و "أم آي 17" و "وأم آي 25" تضرر بعض المتبقي منها في المطار لحظة اقتحامه نتيجة لغارات سلاح الجو السوري على المطار والبعض الأخر لم تتمكن القوة المهاجمة من الاستفادة منه.
تحالفات المسلحين في حروب المطارات
وفي أبريل / نيسان عام 2013 تمكن أحد فصائل "الجيش الحر" ويسمى "كتائب الفاروق" من السيطرة على مطار "الضبعة" العسكرى في ريف حمص لمدة شهرين تقريبا قبل ان يستعيده الجيش السوري مرة أخرى. كان هذا المطار يضم سرب مقاتلات من نوع "ميج 21" النسخة "بى أس" و التي تعتبر النسخة الأحدث المتوافرة من الميج 21 في القوات الجوية السورية. كان من بينها حوالى 6 طائرات صالحة للعمل تدمرت بفعل معارك استعادة المطار من قبل الجيش السورى ولم تتح المدة القصيرة التى سيطرت فيها كتائب الفاروق على المطار الفرصة للاستفادة من هذه الطائرات. تلا ذلك اقتحام مجموعة من فصائل "الجيش الحر" مدعومة بعناصر من "جيش المجاهدين والأنصار" و"داعش" لمطار "منغ" الخاص بالمروحيات العسكرية في حلب. كان يجثم في المطار لحظة الاقتحام نحو 13 مروحية تابعة لسرب التدريب الجوي الرابع وأغلبها لم يحلق منذ فترة طويلة.
مطار منغ آخر الاقتحامات
فمطار "الجراح" قبل استيلاء تنظيم "الدولة الإسلامية" عليه جرت فيه محاولة من قبل احدى التنظيمات التى كانت قد سيطرت عليه وهو تنظيم "جيش الإسلام" لتجهيز طائرات للإقلاع من داخل المطار وبث في حينها شريطا مصورا ظهرت فيه طائرتان من نوع "ال 39 الباتروس" تتحركان على ممر الإقلاع الرئيسى في المطار بعد تغيير التمويه الخاص بهما. لم يظهر في هذا الشريط حينها أي إقلاع لهذه الطائرات وظهرت الطائرتان من دون أي تسليح بل وحتى من دون الرشاش من عيار 30 ملم الذي تكون مزودة به عادة، وهو ما فسره البعض حينها على أنه مجرد "شريط دعائي" لا يحمل أية قيمة عسكرية أو أى تطور نوعي. وبطبيعة الحال بعد سيطرة تنظيم داعش على هذا المطار سيطر أيضا على هذه الطائرات و ظهرت صورة لمقاتلى التنظيم بجانب احدى هذه الطائرات داخل المطار.
أما في ما يتعلق بمطار "الطبقة" العسكري في مدينة الرقة فهو موطن السرب الثاني عشر لمقاتلات "ميج 21" من النسخ "أم أف – يو أم " و كان فيه لحظة الاقتحام ما بين 10 إلى 15 طائرة كلها خارج الخدمة باستثناء أربع، ثلاث منها كانت تحت الصيانة وإعادة التأهيل وطائرة واحدة كانت في حالة جيدة للطيران وقد ظهرت في فيديو تم تصويره قبل سقوط المطار بأيام.
طائرات مطار الجرّاح الثلاث
ميدانيا لا يمكن أن تمثل هذه الطائرات أية خطورة على الطيران الحربي السوري أو الطيران الحربى للتحالف الدولي العربي لكنها في الوقت نفسه تشكل عاملا مهما في اتجاهين: الأول هو إمكانية استخدامها في عمليات جوية "انتحارية" على أهداف حيوية سواء في سوريا أو في تركيا، والاتجاه الثاني هو حقيقة أن وجود أدنى نشاط جوي لتنظيم داعش يشكل ذريعة جاهزة للتحالف بقيادة الولايات المتحدة لبدء الحديث مجددا عن منطقة "حظر طيران" تعتبر فعلياً موجودة في الشمال والشمال الشرقي السوري بحكم عمليات طائرات التحالف فيها. هذه الذريعة تم إجهاضها مؤقتا بفعل التحرك السوري السريع لتدمير الطائرتين، لكن يبقى احتمال حدوث مفاجآت في هذا الصدد قائماً في أي وقت.