هل ينجح الجيش اللبناني في منع "داعش" و "النصرة" من التمدد في الشمال
البؤر المرتبطة بداعش والنصرة تحاول الاصطدام بالجيش اللبناني في محافظة الشمال من أجل زعزعة الاستقرار... لكن هذه المحاولة قد تكون نتيجة عجز تنظيماتها عن التمدد من القلمون السورية.
الكاتب: قاسم عز الدين
المصدر: الميادين
27 تشرين اول 2014
الجيش اللبناني يقرر حسم معركة طرابلس لمنع محاولة داعش والنصرة من التمدد في الشمال
استهداف الجيش اللبناني
في محافظة الشمال على وجه الخصوص، هو في سياق محاولة "داعش" والنصرة، التمدد
نحو عاصمة الشمال طرابلس.
هذه التنظيمات التي ما زالت
متواجدة في جبال القلمون السورية، تراهن على امكانية وصولها إلى منفذ على البحر، بحسب
بعض القراءات، أو أنها تراهن على تمددها لإنقاذ نفسها من الجليد المقبل عليها في فصل
الشتاء، بحسب قراءات أخرى.
تصعيد الاعتداءات، بعد احباط
الجيش عملية تفجير واسعة كانت تعدها عدة خلايا، يشير إلى أن تنظيمات "داعش"
و"النصرة" تسعى إلى كسر المؤسسة العسكرية، أملاً بأن يوفر لها ذلك بيئة حاضنة،
لا تحظى بها في الشمال وفي لبنان.
التعبئة التي تولاها بعض
رجال الدين وبعض السياسيين، بموازاة الأزمة السورية، لم تنجح بتوليد بيئة شعبية حاضنة
لتنظيمات داعش والقاعدة، على الرغم من شحن الفتنة المذهبية، بوسائل عصبية. لكنها نجحت
بإنجاب بؤر متعددة، قابلة للتفجير والانفجار، ونجحت كذلك بأن تأخذ قسماً واسعاً من
الطبقة السياسية إلى مؤازرتها في أسر المؤسسة العسكرية ومؤسسات الدولة.
في هذا المناخ السياسي،
لم يحظ الجيش بتغطية سياسية لملاحقة البؤر في عقر دارها. ولم تستطع أجهزة الدولة مساءلة
المحرضين على الفتنة، والمتورطين بالتحريض على الجيش. وما زالت مسألة تسليح الجيش بهبة
أومساعدات، عالقة في أدراج الانقسام السياسي، والضغوط الدولية والاقليمية.
بيد أن الحاجز الشاهق أمام
تمدد داعش والنصرة، هو قطع الطريق على نمو هذه التنظيمات، حين تولت المقاومة ضرب قواعدها
الصلبة في معارك القصير والقلمون على الحدود اللبنانية ــ السورية.
في تغيير موازين القوى العسكرية،
حملت المقاومة عبئاً عن الجيش اللبناني، الذي يخوض معركة حماية الاستقرار الأمني، في
مواجهة البؤر.
الجيش الذي يستكمل مهمته بامكانيات
قليلة، لا يثنيه غير تدخل مسؤولي الدولة لوقفه عن مضيه حتى النهاية. وفي آخر المطاف
الجيش يحمي الأمن لكنه لا يصنع دولة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية