الوضع السياسي في اليمن بعد توزيع الحقائب الوزارية

بعد توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة اليمنية الجديدة، ماذا حقّقت جماعة "أنصار الله" من مكاسب سياسية؟ وكيف تنظر السعودية إلى التطورات اليمنية المتسارعة؟

توزيع الحقائب في الحكومة اليمنية يعطي جماعة "انصار" الله مكاسب سياسية
منح جماعة " انصار الله" ست حقائب وزارية في التشكيلة التي أعلنها رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح يمثل مرحلة سياسية جديدة في اليمن، افرزها نجاح الجماعة في السيطرة على العاصمة صنعاء مقابل إنكفاء حزب الإصلاح الذي ينتمي للإخوان المسلمين.

التحرك العسكري لـ "أنصار الله  المدعوم بقاعدة شعبية حقق أحد أهم الأهداف الإستراتيجية للجماعة عبر الإعتراف بها كشريك سياسي في حكومة وفاق، لكن دون تسليم السلاح الذي كان يعيق التوّصل إلى تفاهم مع الجماعة سابقاً، والذي اكدت على تسليمه أيضا مخرجات الحوار الوطني في أحد بنودها.

ورغبة "انصار الله" في المشاركة في الحكومة الجديدة تتقاطع مع رغبة المملكة العربية السعودية التي تراقب عن كثب وبحذر التطورات المتسارعة على حدودها الجنوبية، لما لليمن من اهمية جيو-سياسية انطلاقا من اشرافه على ممر باب المندب وصولا الى محاذاته لجازان والمناطق الشرقية للسعودية التي تعد من الخواصر الرخوة في المملكة  وهذه الرغبة تتمثل في استيعاب "انصار الله"في حكومة سياسية تحد قدر الإمكان من تحرك الجماعة بشكل منفرد في قضايا استراتيجية تعتبر المملكة انها تمثل خطرا عليها.

لكن السعودية لا تتحرك ضمن معيار واحد في الملف اليمني خاصة أنها تستشعر الخطر الإيراني الداهم على حدودها كما يشير مسؤولون سعوديون بوضوح، ناهيك عن خطر القاعدة المتنامي في إب والبيضاء ومناطق اخرى لذا فان المعيار الآخر وفق مراقبين يتمثل في الإستفادة من الصراع بين "القاعدة" و "أنصار الله" مع ضمان عدم غلبة فريق على اخر وبهذا قد تأمن خطر الفريقين فضلا عن ما اكتسبته من الاطاحة بالحكومة السابقة القريبة من الإخوان المسلمين عبر تقليص النفوذ التركي والقطري.

وبما أن الصراع في اليمن يرتبط اساساً بالصراع الاقليمي بين ثلاثة محاور الإيراني والسعودي والتركي القطري،  فان التطورات اليمنية تظل مرهونة بالتطورات الإقليمية ولا سيما سوريا والعراق، بيد ان المعادلة الحالية قد تتغير اذا دخل تنظيم "داعش" على خط المواجهة بقوة، وهذا ما يعمل عليه التنظيم جاهدا عبر الحصول على مبايعة انصار الشريعة عندها لا يستبعد كثيرون أن تستدعي السعودية تحالفاً دولياً بذريعة مكافحة الإرهاب في اليمن لمواجهة "داعش" و"أنصار الله" في الوقت نفسه، وبذلك تضرب عصفورين بحجر واحد ...