سباق بين مواجهة الإرهاب واستراتيجيات الجماعات المسلحة
تصعيد العمليات الإرهابية في الشمال اللبناني والعريش المصرية، يدل على أن المجموعات المسلحة تتنامى بخرق الحدود بين الدول لكن مواجهتها قد تكون أكثر فعالية، حيث تنبع في الأزمة السورية وراء الحدود.
-
الكاتب: قاسم عز الدين
-
المصدر: الميادين
- 26 تشرين اول 2014
سباق بين الارهاب ومواجهته خاصة في الدول المحاذية لبؤر التوتر
في مواجهة ارهاب متصاعد لا يعترف بحدود الدول، تحاول
الدول المهددة بتمدد الإرهاب أن تتخذ اجراءات أمنية لحماية حدودها من التمدد.
لكن استراتيجية الجماعات المسلحة تسبق استراتيجة الدول،
خطوة، نتيجة انتشارها في أوسع رقعة جغرافية ممكنة وعدم تقيدها بقيود قانونية تحد من
استخدامها كل امكانياتها.
الإرهاب الذي يضرب مصر، يأخذ وجهة تصعيدية في الإعتداء
على الجيش المصري بشكل غير مسبوق.
لكن هذا التصعيد في سيناء المصرية، قد يكون ذا صلة وطيدة،
بتطورات العمليات العسكرية في بنغازي وعلى الحدود الليبية المصرية، حيث يتصارع محوران
إقليميان من حلفاء واشنطن.
غير أن الجماعات المسلحة المتمددة من ليبيا إلى مصر،
تتنامى في الازمة السورية، من وراء الحدود المصرية والليبية، وبدعم من الدول الاقليمية
التي تساند تمددها إلى مصر، كما أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي.
التصعيد الذي يستهدف الجيش اللبناني في جبال الضنية،
هو أيضا محاولة لتمدد الجماعات المسلحة من القلمون السورية، في سعيها إلى انشاء خطوط
امداد نحو عاصمة الشمال طرابلس. فهي المدينة التي اتخذتها بعض المجموعات
كما اتخذها بعض السياسيين رهينة الازمة السورية، بدعم دول اقليمية.
في مصر وفي لبنان وفي غيرهما، لا يأتي الارهاب من خارج
الحدود، بل يأتي من لا حدود. لكنه يتنامى ويتصاعد في الأزمة السورية على وجه الخصوص،
فضلا عن العراق.
ولا يبدو أن الإجراءات الأمنية لحماية الحدود، كفيلة
بوقف تمدد الإرهاب. بل ربما تبدو ضرورية، لكنها غير كافية، بحسب ما يتضح من مجرى الاحداث
في العديد من البلدان العربية.
الارهاب يسبق الدول التي تواجهه، ربما لأن هذه الدول تنتظر تمدده على حدودها،
ولا تعتمد استراتيجية مواجهته في سوريا على وجه الخصوص، ولا ترى أن مساهمتها في حل
الازمة السورية، جزء من مواجهة الإرهاب.