دراسة: عقم الاستراتيجية الأميركية في الحرب على داعش
دراسة أميركية تنتقد بشدة وجهة الاستراتيجية الاميركية الراهنة في كل من سوريا والعراق وترى أنها توشك على الانهيار، وصاحب الدراسة الخبير الاستراتيجي انثوني كوردسمان يقول إن الاستراتيجية الأميركية الحالية أثبتت أنها متواضعة وبطيئة ومقيدة في المستوى العسكري.
وأوضح صاحب الدراسة، الخبير الاستراتيجي انثوني كوردسمان، أنه ينبغي تعديل بوصلة الاستراتيجية لاتاحة الفرصة "لانخراط أميركي مباشر في الصراع الجاري، بدعم وتأييد من تشكيلات شراكة حقيقية مع الدول الاسلامية ودول اخرى محورية" في المنطقة تؤدي إلى "بلورة استراتيجية كونية تتميز بتوضيح انماط الاجراءات العملية، وتوفير العناصر المادية الضرورية لتطبيقها".
وأنّب كوردسمان الأهداف المعلنة للرئيس باراك أوباما "بتقويض وتدمير داعش" بأنها "تقارب السخرية"، سيما وأن عدد من القادة العسكريين الأميركيين دحضوا الأسس التي تستند إليها، والذين حذروا من حرب تمتد طويلاً "لسنوات وربما لعقد ونيف" لمجرد انجاز متواضع "بتقويض" الجسم العسكري لداعش.
واكد كوردسمان أن الاستراتيجية المطلوبة ينبغي أن تستند إلى عنصر "استمرار الصراع لما هو ابعد من تقييده بدولة واحدة او تنطيم واحد أسوة بحركات الاصلاح الديني المسيحي في أوروبا".
ودق ناقوس خطر ما تمثله المنظمات المتطرفة مستنداً إلى دراسة حديثة صادرة عن مؤسسة راند التي أوضحت تضخم "عدد الجهاديين السلفيين إلى نسبة أكثر من الضعف في الفترة الممتدة من 2010 الى 2013". واستدركت بالقول ان "نحو 99%" من مجمل عمليات القاعدة ومشتقاتها من تنظيمات متطرفة استهدفت "العدو القريب اي المسلمين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، عام 2013، إذ كان نصيب "داعش نحو 43% وجبهة النصرة نحو 21% من مجموع تلك العمليات".
وأشار كوردسمان إلى خطل الاستراتيجية الأميركية الراهنة في مراهنتها على مقولة "دع سوريا تنزف والعمل على تدريب وتسليح قوات معارضة جديدة بمعدل 5،000 عنصر سنوياً، والتي باءت بالفشل وأسفرت في نهاية المطاف عن ورطة استراتيجية".
ومن بين ما طالب به كوردسمان من تعديلات وتدابير جديدة تكثيف "عديد المستشارين العسكريين والقوات البرية الأميركية" لدعم الغارات الجوية في العراق في اللحظة الراهنة، إذ أثبتت الاستراتيجية الحالية أنها "متواضعة وبطيئة ومقيدة في المستوى العسكري".