الدبلوماسي الشيخ مرشّح الإصلاحيين لإنتخابات الرئاسة الإيرانية

فريقا الرئيسين السابقين أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي يعلنان تبني حسن روحاني مرشحاً أوحد للإصلاحيين. فمن هو روحاني وما أبرز محطات سيرته العسكرية والسياسية والدبلوماسية؟

روحاني يحظى بدعم الرئيسين الإصلاحيين السابقين رفسنجاني وخاتمي

ولد حسن روحاني في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1948 في إحدى مدن محافظة سمنان شرق طهران لأسرة متدينة عرفت بمعارضتها لشاه إيران وقتالها ضده.

بدأ تعليمه الديني عام 1960 في سمنان قبل أن ينتقل إلى قم بعد عام واحد. وهناك تتلمذ على يد العلماء البارزين في ذلك الوقت، وبالموازاة أكمل روحاني تعليمه الأكاديمي في جامعة طهران حيث حاز على إجازة في القانون عام 1972. ولم يكتف بذلك، اتجه غرباً حيث أكمل دراساته العليا وحاز على ماجستير ومن ثم دكتوراه في القانون العام من جامعة غلاسكو كالدونيان في اسكوتلاند.

لدى الحديث عن النشاط السياسي لروحاني يمكن العودة إلى عام 1965 حيث التحق بالإمام الخميني وبدأ جولاته في إيران ملقياً الخطب المناهضة لحكومة الشاه، فكان أن اعتقل عدة مرات ومنع من القاء أي خطب علنية. 

إلا أنه وخلال حفل تأبين السيد مصطفى الخميني (نجل الخميني) في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1977 استخدم روحاني صفة "إمام" متحدثاً عن آية الله الخميني الذي كان لا يزال في المنفى، ولكونه ملاحقاً من جهاز "السافاك" (الشرطة السرية التابعة للشاه) فإن آية الله محمد بهشتي وآية الله مطهري نصحا روحاني بمغادرة البلاد.

مغادرته لطهران لم توقف نشاطه السياسي بل هو واصل محاضراته العلنية أمام الطلاب الإيرانيين في الخارج وانضم إلى الخميني بعد وصوله إلى باريس.

مع انتصار الثورة في إيران شارك حسن روحاني في إعادة تنظيم الجيش الإيراني والقواعد العسكرية. وانتخب عام 1980 عضواً في مجلس الشورى الإسلامي. ظل روحاني في البرلمان الإيراني لخمس ولايات متتالية ما بين 1980 و2000، وكان خلال ولايتين نائباً لرئيس المجلس كما ترأس لجنة الدفاع ولجنة السياسة الخارجية. وما بين 1980 و1983 ترأس المجلس الرقابة في إذاعة الجمهورية الإسلامية في واحدة من المهام التي أوكلت إليه في أعقاب الثورة.

خلال الحرب الإيرانية العراقية تنقل روحاني في مناصب عسكرية عدة من بينها قيادة قوات الدفاع الجوي. ومع نهاية الحرب حصل روحاني على أوسمة عدة تقديراً لدوره.

مع ولادة دستور الجمهورية الإسلامية في إيران ونشوء المجلس الأعلى للأمن القومي شغل روحاني منصب ممثل المرشد الأعلى في المجلس ثم أصبح أمين المجلس لمدة 16 عاماً بين 1989 و2005. كما عيّن مستشاراً للرئيسين رفسنجاني وخاتمي للأمن القومي لمدة 13 عاماً.

في عام 1991 عين في مجمع تشخيص مصلحة النظام كرئيس للجنة السياسة والدفاع والأمن. وفي الانتخابات التشريعية عام 2000 انتخب ممثلاً لمحافظة سمنان في مجلس الخبراء وفي عام 2006 مثل طهران في المجلس ولا يزال في هذا المنصب حتى اليوم.

عام 2003 تولى حسن روحاني بطلب من الرئيس محمد خاتمي وبعد مواقفة السيد علي خامنئي، الملف النووي حيث مثل إيران في المفاوضات مع الجانب الأوروبي، وعاونه في ذلك فريق دبلوماسي يضم علي أكبر ولايتي وكمال خرازي.

عقب انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً لإيران، استقال روحاني من منصبه كأمين المجلس الأعلى للأمن القومي وخلفه في هذا المنصب علي لاريجاني.

في كتابه "الأمن القومي والدبلوماسية النووية" عن فترة توليه إدارة الملف النووي ومهامه على رأس المجلس الأعلى للأمن القومي، يسرد صاحب شعار "المفتاح" في السباق إلى الرئاسة الإيرانية، كل المراحل التي مرت بها المفاوضات مع الدول الأوروبية وينشر بعض الوثائق المتعلقة بها. وقد حقق الكتاب نجاحاً كبيراً خلال وقت قصير وقد صدرت في ربيع العام الحالي النسخة الخامسة منه.

"الدبلوماسي الشيخ" هو اللقب الذي أعطي لروحاني بسبب دوره في المفاوضات النووية وهو رجل الدين الوحيد في الفريق النووي الإيراني.

اخترنا لك