ماذا بعد القصير؟
صحيفة "الأخبار" اللبنانية تقول إن بعد معركة القصير أربع معارك رئيسية قد تمتد زمنياً حتى نهاية العام الحالي على الأقل، ونتائجها سترسم ملامح مستقبل سورية السياسي.
ماذا بعد القصير؟ هو السؤال الذي يطرح منذ إعلان الجيش السوري سيطرته على مدينة القصير في ريف حمص. وتحت هذا العنوان كتب الصحافي في جريدة "الأخبار" اللبنانية حسن عليق يقول "إن أمام الجيش السوري في المرحلة المقبلة عدداً من المعارك الرئيسية. فبعد استكمال السيطرة على منطقة القصير في الفترة المقبلة (وخاصة في قريتي الضبعة والبويضة الشرقية شمالي المدينة)، ثمة أربع معارك رئيسية ستحسم إلى حد بعيد ملامح الصراع أو الحل: معركة ريف الشام في الغوطتين الشرقية والغربية، ومعركة ريف الشام الغربي وجبال القلمون (من الزبداني وصولاً إلى قارة والمنطقة الواقعة جنوبي القصير قبالة عرسال اللبنانية، مروراً بجزء من وادي بردى ويبرود)، ومعركة الأحياء المحاصرة في حمص والريف الشمالي للمدينة (مدينة الرستن خصوصاً)، والمعركة الكبرى في حلب وريفها".
وينقل عن مصادر سورية رسمية أن "المسلحين يتراجعون في الغوطة الشرقية يوماً بعد آخر، منذ بدء المعركة المفتوحة معهم انطلاقاً من بلدة العتيبة في أقصى الريف الشرقي في نيسان الماضي. ومن الممكن نقل تعزيزات للجيش إلى هذه المنطقة، لزيادة الضغط على المقاتلين المعارضين". ويضيف إن "أجواء النقاشات الرسمية السورية توحي بأنّ معركة قاسية ستُفتَح في الريف الشمالي لمدينة حمص، حيث يتحصن المسلحون منذ بدء عملياتهم العسكرية عام 2011. لكن الجيش السوري سيحاول الاستفادة من تجربة معركة القصير ووهجها المعنوي، فضلاً عن تقدمه في ريف مدينة حماه المتصل بريف حمص. وفي حلب، بدأت القوات المسلحة السورية تنفيذ انتشار كبير، وتحشيد للقوات، في معركة ستدور رحاها داخل المدينة، وفي محيطها".
وبحسب معطيات "الأخبار" فإنه سيتخلل هذه المعركة، في مراحلها الأولى، فكّ الحصار عن مناطق محاصرة، وتفعيل القدرات الهجومية لقوات كانت في السابق تتولى مهمات دفاعية لا غير. تبقى معركة الزبداني وجبال القلمون المتصلة بالحدود اللبنانية. لا يمكن الحديث عن دمشق آمنة في ظل سيطرة المعارضة على هذه المناطق". لكن هذه المعركة يمكنها أن تنتظر، بحسب مصادر سورية، لأن المسلحين الموجودين في هذه المناطق مشغولون بالقتال شبه اليومي الدائر في أجزاء منها. وإذا حقق الجيش تقدماً في المناطق الملاصقة لدمشق، فسيصبح من السهل عليه التقدم في المناطق الأبعد، حتى لو كانت مفتوحة على لبنان.
ويخلص الكاتب حسن عليق إلى أن "ما بعد القصير معركة مفتوحة تمتد زمنياً حتى نهاية العام الحالي على الأقل، ونتائجها سترسم ملامح مستقبل سورية السياسي".