تنافس سعودي تركي على ريادة الإقليم وإتفاق على مواجهة إيران

صراع تركي سعودي على المصالح والنفوذ في المنطقة، أين تلتقي أهداف الجانبين وأين تتصادم في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة في مختلف الدول العربية..

منافسة بين السعودية وتركيا على ريادة الإقليم
حين أطيح محمد مرسي من رئاسة مصر تحول ملف الإخوان المسلمين إلى القشة التي قصمت ظهر العلاقات بين السعودية وتركيا.

دعمت الرياض بشكل كبير وصول عبد الفتاح السيسي، فيما لم تتوقف أنقرة عن وصف ما جرى بالانقلاب وانتقاده بشكل لاذع..

العلاقة مع إخوان مصر انسحبت على فلسطين؛ برز ذلك خلال مفاوضات وقف العدوان على غزة، حيث أصرت السعودية ومعها مصر على إعطاء دور أكبر للسلطة الفلسطينية في الاتفاق، فيما دعمت تركيا ومعها قطر موقف حماس..

ومن التباعد في مصر إلى التنافس في سوريا.. هنا تلتقي السعودية وتركيا على ضرورة إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.. لكن لكل من الدولتين أوراقها في الميدان.. كثر الحديث مؤخراً عن دور سعودي في قيادة انقلاب داخل الجبهة الإسلامية بعد تصفية قيادات أحرار الشام ولواء التوحيد المدعومين من أنقرة والدوحة.. وفي المقابل، تكررت الاتهامات الغربية لتركيا باحتضان تنظيم داعش وتسهيل حركته...

في الإطار نفسه يستمر التجاذب داخل الائتلاف السوري.. كسبت الرياض جولة انتخاب رئيس الائتلاف فيما أصرت قطر ومعها تركيا على تسمية رئيس الحكومة المؤقتة...

في العراق يتفق الطرفان على ضرورة مواجهة النفوذ الإيراني، لكن أوراق الدولتين غير واضحة في بلاد الرافدين.. للسعودية علاقات ببعض العشائر بحكم الامتداد القبلي والجغرافي، بينما تراهن تركيا على توطيد علاقاتها بالعشائر عبر نائب رئيس الوزراء العراقي المحكوم بالإعدام طارق الهاشمي الموجود على أراضيها.. كذلك نسجت أنقرة علاقة استراتيجية واقتصادية معقدة مع اقليم كردستان العراق..

السيناريو نفسه تقريباً يتكرر في ليبيا، تلقى قوات فجر ليبيا التي تتبنى فصائلها فكر جماعة الإخوان دعماً تركياً وقطرياً... في المقابل تقف الرياض سياسياً إلى جانب الجيش الوطني الليبي وتتولى الإمارات تقديم الدعم المادي والعسكري..

في اليمن أيضاً تخلت السعودية عن ورقة حزب الإصلاح ذي التوجه الإخواني، فيما دافع عنه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان واتهم دولاً لم يسمها بالوقوف وراء إسقاطه..

صامت إذاً هو الصراع بين السعودية وتركيا في المنطقة، يتنافس القطبان على الريادة الإقليمية ويلتقيان عند مواجهة النفوذ الإيراني والتأثير الروسي.. ولكن المفارقة المثيرة أن الخلاف بين السعودية وإيران أوصل العلاقات الثنائية إلى حدها الأدنى، فيما من المتوقع أن يصل التبادل التجاري بين أنقرة وطهران هذا العام إلى 30 مليار دولار.

اخترنا لك