معارك عين العرب تصعّد التجاذب بين ايران وتركيا

على وتيرة معارك عين العرب- كوباني يتصاعد التجاذب بين تركيا وإيران، لكن العلاقة بينهما تحكمها ضوابط ثنائية إذا لم يخرقها التوازن الإقليمي، والأنظار تتوجه إلى زيارة الرئيس التركي المرتقبة إلى طهران، لكن إذا وضعت تركيا تهديدها بالتدخل موضع التنفيذ، ربما تتأجل الزيارة أو تتدهور العلاقات.

تركيا ترى داعش خطراً عابراً
استيلاء "داعش" على الموصل، أحدث فجوة بين تركيا وإيران، لم تشهدها العلاقات الثنائية، على الرغم من الخلاف الكبير بشأن الازمة السورية.

فتركيا ترى "داعش" نتيجة اضطهاد الحكم في سوريا والعراق، وليس خطراً بحد ذاته، بينما ترى طهران ظاهرة "داعش"، كما يراها باقي الأمم خطراً وجودياً يهدد حاضر كل البلدان ومستقبلها، بغض النظر عن أي عذر.

على هذا التباين تراكمت المواقف المتناقضة، اثناء تهديد "داعش" بمذبحة منتظَرَة في عين العرب ــ كوباني.

فإيران التي حثت تركيا في محادثات سرية، على انقاذ المدينة، كما كشف نائب وزير الخارجية الايراني، سعت الى مشاركة تركيا في تفويت الفرصة على زيادة الفوضى في المنطقة، نتيجة مذبحة بحق السوريين الكرد، يمكن أن ترتد كما ارتدت في العراق.

على خلاف ذلك، بدت تركيا تنتظر هذه الفرصة، لاتخاذ "داعش" ذريعة في التحضير، للتمدد في الاراضي السورية.

الدبابات التركية التي تحركت على وقع إجازة البرلمان للتدخل في سوريا والعراق، تتحين الفرصة لانشاء منطقة عازلة كقاعدة لاسقاط الحكم في سوريا، فتركيا تعتقد أن إزالة الحكم، تزيل "داعش"، كما تحاول إقناع واشنطن وحلفائها.

غير أن إيران هددت برد فوري حاسم، إذا تدخلت تركيا في سوريا. فخلال ثلاث سنوات حافظت على علاقات طبيعية بين دولة إقليمية وأخرى، يمكنهما في ظروف مؤاتية التعاون لوقف الانهيار والاتفاق على قواسم مشتركَة.

بيد أن مسعى تركيا للتمدد المباشر في سوريا والعراق، ينذر بخرق التوازنات الاقليمية، ولا تعود بمتناول اليد إمكانية حل الأزمات الصعبة في المنطقة، ناهيك عما يحدثه خرق التوازن من استجلاب التدخلات الخارجية، وزيادة الفوضى.

الضوابط بين البلدين تعرضت إلى هزة ساخنة، لكن زيارة الرئيس التركي المرتقبَة إلى طهران، يمكن أن تعيدها سيرتها الأولى، لكن إذا وضعت تركيا تهديدها بالتدخل موضع التنفيذ، ربما تتأجل الزيارة أو تتدهور العلاقات.

اخترنا لك