ملخص دراسات ونشاطات مراكز الأبحاث الأميركية

معهد أبحاث "السياسة الخارجية" في واشنطن يسعى للإجابة عن سؤال حول غموض مستقبل البيت الأبيض، ومعهد "بروكينغز" يحث الإدارة الأميركية على إنشاء جيش سوري جديد يعمل بالعقيدة الأميركية التي تتبنى إسقاط النظام،

ينبغي التقدم بحذر وروية لأحداث التغييرات المطلوبة لمسار معين
  سعى معهد أبحاث "السياسة الخارجية" الإجابة على سؤال يتبلور في أروقة النخب الفكرية الأميركية حول قتامة مستقبل الولايات المتحدة، خاصة أستاذ العلوم الطبيعية والرياضيات في جامعة كونتيكت، "بيتر تورتشين" وهو روسي الأصل، وإنتاجاته حول "العصبية" أو النظرية في المنهج التاريخي لابن خلدون؛ مستنداً إلى علم الرياضيات وتفسير ابن خلدون لتحويل التاريخ الى علم صارم قادر على التنبؤ وأن "كل عصبية "أو حضارة" تحمل في طياتها بذور سقوطها،" قائلاً ان الولايات المتحدة مقبلة على إضطرابات أهلية كبرى وعنف سياسي في زمن ما مع نهاية العقد الحالي (2013). تورتشين صاحب نظرية "دينامية التاريخ،"  من أهم إنتاجاته مؤلف "الحرب والسلم والحرب."

وقال المعهد أنه ينبغي التقدم بحذر وروية لإحداث التغييرات المطلوبة لمسار معين، إذ أن "رغبتنا المثالية لإحداث قفزات كبيرة تؤدي الى نتائج فورية عادة ما تفاقم الأوضاع من سيء الى اسوأ، وتقتضي جهوداً اضافية، بينما أنصار الواقعية يطالبون بتطبيق حذر للقوة."


"الدولة الاسلامية" وتداعياتها المتعددة

إنفردت مؤسسة "هاريتاج" بالنظر الى "مجموعة خراسان" كإطار ينبغي "للولايات المتحدة العمل على الحاق الهزيمة به، سيما وإن خطره على أميركا سيتعاظم ان إستطاعت جبهة النصرة ترسيخ انتصاراتها في سورية." وحثت الولايات المتحدة على تنويع اساليب تصديها بالاضافة للعمل العسكري "وبلورة استراتيجية شاملة عريضة لالحاق الهزيمة بالثورة الاسلامية للقاعدة .. وتبني تحولات نموذجية في رؤيتها، منها وقف العمل بمفهوم تهديد القاعدة على انه مسألة تخص اجهزة الشرطة بالدرجة الاولى، واعتماد برنامج شامل في المستويات السياسية والعسكرية والايديولوجية لإلحاق الهزيمة بتموضعات القاعدة على المستوى العالمي". من جهته طالب معهد كارنيغي دول الإتحاد الأوروبي الإرتقاء الى مستوى التحدي الذي تمثله الدولة الإسلامية، وعدم النظر اليها كتهديد إرهابي عادي بل كمجموعة تتميز "بسيطرتها على مناطق شاسعة من الاراضي وآبار النفط، وكم هائل من العتاد العسكري وامكانيات مالية معتبرة؛ فضلا عن جهودها المكثفة لاستدراج وتجنيد مقاتلين اجانب في صفوفها .."

وإعتبر معهد "ويلسون" أن الإدارة الأميركية "تتبنى الخيار العسكري ضد الدولة الإسلامية دون مواكبة إستراتيجية سياسية ..أبعد من الإستناد الى رغبات ذاتية." كما أعرب عن العقبات التي تعترض بلورة إستراتيجية فعالة نظراً "لعدم تحكم الولايات المتحدة بالأوضاع السياسية في العراق أو سورية .. فضلاً عن تباين مصالح القوى المشاركة في الإئتلاف الإقليمي، وكذلك تباين المفاهيم حول درجة الخطورة من التهديد ومصدره، الى جانب اختلاف في الاهداف المرجوة".
حث معهد "بروكينغز" الإدارة الإميركية تكثيف الجهود "لإنشاء جيش سوري جديد" كبديل لكافة تشكيلات المعارضة السورية المسلحة "وفق عقيدة عسكرية أميركية تتبنى إسقاط النظام وتسلم مقاليد الحكم في البلاد." وفي الدراسة الصادرة عن المعهد، نبه صناع القرار الى عدم النظر او الإلتفات الى "نشر قوات برية أميركية في سورية .. بل ينبغي حث كافة عناصر الفصائل المسلحة الحالية والجيش السوري الحر على التسريح والإنخراط التام بتشكيلات الجيش الجديد،" الذي سيجري تدريبه خارج الأراضي السورية "بما فيها السعودية" تدريباً مكثفاً "يستغرق 12 شهراً تقريباً". كما طالب المعهد ان تتولى دول الخليج العربي "تحمل الجزء الأكبر من الكلفة، أو بشكل كامل" التي "يتوقع ان تصل لنحو 10 مليار دولار."

الدولة الإسلامية في العراق والشام

أميركا وحلفاؤها العرب

برج المملكة في الرياض
تناول مركز "الدراسات الإستراتيجية والدولية" "النزعة الأميركية لإنتقاد أصدقائها .. من الدول العربية" وتعميم إتهام كل من يخفق في تسخير الجهود "لمحاربة الإرهاب والتطرف بأنه يدعم الحركات الجهادية والتطرف الإسلامي." وطالب صناع القرار التحلي "بالواقعية وتحديد طبيعة الشراكة الإستراتيجية" مع كافة الأطراف. كما حث الجانب الأميركي على "عدم المضي وراء توقعاته بقيام الحلفاء العرب تغيير نظم حكمهم كي تصبح نسخة عن النظام الاميركي، او التخلي عن قيمهم واولوياتهم ومصالحهم الاستراتيجية،" اذ ان حلفاءنا من "الحكومات العربية تواجه قيودا كبيرة حيال ما بوسعها تنفيذه كحليف من عدمه."في السياق عينه، وجه معهد "كاتو" نقداً لاذعاً "للسعودية" نظراً للضرر الناتج عن التحالف الأميركي معها، ووصفها بأنها "عضو مثير للشكوك .. تافه وغير جدير بالثقة في الإئتلاف المناهض للدولة الإسلامية"، مسلطاً الضوء على سياساتها "البربرية في قطع الرؤوس المماثلة لداعش .. اذ اقدمت على جز عنق نحو 46 شخصاً في العام الجاري وحده، نصفهم على الأقل إتهم بإرتكاب جرائم غير عنفية."
وأضاف المعهد ان "السعودية تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية لصعود الدولة الاسلامية بالدرجة الأولى .. وقسم كبير من المعونات المالية السعودية ذهبت لصالح الفصائل المتشددة (في سورية) والتي شكلت نواة قوات داعش. "وطالب القادة الغربيين "إجراء إعادة تقييم ملحة لفرضياتهم المسبقة حول دوافع الرياض" بالإنضمام للإئتلاف.  

عين العرب - كوباني

عين العرب
إعتبر معهد واشنطن إن تردد تركيا بالتدخل ضد داعش وضعها أمام خيارين: "إما نشر أسلحة ثقيلة للدفاع عن كوباني، أو تقبل سيطرة الدولة الإسلامية على ذلك الجيب" من المناطق المحاذية للحدود معها. وأضاف أن الخيار الثاني يفرض تحديات جديدة على تركيا، منها "توفير الذريعة لحزب العمال الكردي تحريض الأكراد في تركيا ضد أنقرة، التي يحملونها مسؤولية سقوط المدينة .. مما يهدد إستقرار البلاد خاصة في الجزء الجنوبي الشرقي."

إيران

بحث مركز "الدراسات الإستراتيجية والدولية" مسألة "الأهداف الإستراتيجية لقوات ايران الصاروخية .. التي تعاني حالياً من تواضع المديات الفتاكة" للأسلحة، مما يوفر "حوافز لإيران بتحميلها رؤوس نووية ورؤوس حربية تقليدية دقيقة." وأضاف أن مجموعة 5+1 تتحمل مسؤولية فرض "قيود على ايران لتحميل أسلحتها رؤوسا نووية .. وينبغي على الولايات المتحدة والدول المجاورة لإيران البدء بتحضير سبل ردعية مناسبة وقدرات دفاعية تعالج قدرات إيران على زيادة دقة الإصابة ولمدى أطول .."

اخترنا لك