الحمدلله يريد لحكومته أن تحيا ... وغزة أحد أبواب حياتها
زيارة رئيس حكومة التوافق الفلسطينية إلى غزة تضع علامات استفهام عديدة أمام التحديات التي تواجهها، وبقدْر التفاؤل المسيطر على الأجواء المحيطة بها تبقى التجارب السابقة التي رافقت محاولات التقارب حاضرة بقوة ولا سيما في ظل التعقيدات الإقليمية والمحلية.
الكاتب: علي هاشم
المصدر: الميادين
10 تشرين اول 2014
غزة التي يزورها الحمدلله تحتاج لتكون شريكة في الحكم بكل ما للكملة من معنى
السلطة بين أحضان غزة. رامي الحمدلله،
رئيس الحكومة الفلسطينية كان ضيفاً مرحباً به، إستقبل إستقبال الفاتحين. لكن
المشاعر في بلد كفلسطين لم تعد تكفي لضمان نجاح مسعى هنا او إتفاق هناك. فالمشاعر
لا تنفع مع الألغام الكامنة تحت التفاصيل، وكم من التفاصيل المدمرة بين غزة ورام
الله.
يقف الحمدلله على أطلال محاولات توافق
سابقة لم تنجح، لكنه يحافظ على الأمل. هو يعلم حقاً أن قلب حكومته ليخفق لم يعد
فقط بحاجة لتوافق وتقارب حمساوي فتحاوي، إنما أكثر، القضية مرتبطة بالإقليم
والإقليم مشغول بمصائبه. وإذا وضع جانباً الإقليم وتعقيداته تطل إسرائيل وفيتواتها
وخطوط أميركا الحمراء على مشاركة "حماس"، ليصل في نهاية المطاف إلى
الكيمياء المعقدة حتى اللحظة بين السلطة والحركة وإن بدت في الصورة التذكارية
حاضرة.
يريد الحمدلله لحكومته أن تحيا،
وللحياة في مثل الظروف التي ولدت فيها شروط ومسببات، غزة بحد ذاتها واحدة من
الأبواب الرئيسية للحياة. إعادة الإعمار بعد الحرب الأخيرة على غزة شرط رئيس، لكن
إعادة الإعمار بحد ذاتها مهمة تحتاج للكثير من الشروط. بالدرجة الأولى هناك حاجة
عاجلة للتمويل، فالحكومة الفلسطينية عاجزة أساساً عن دفع رواتب موظفيها فكيف
بإعادة إعمار آلاف الوحدات السكنية. تأمين التمويل لن يكون أقل تعقيداً من فتح
الطريق أمام مواد الإعمار للدخول إلى القطاع وهنا أيضا دور هام لحكومة الحمدلله.
غزة هذه التي يزورها الحمدلله تحتاج
لتكون شريكة في الحكم بكل ما للكملة من معنى، فخطة الجلسات المتنقلة بينها وبين
رام الله لن تكون كافية لإطالة عمر الحكومة، الأهم هنا أن يستفيد الرئيس الزائر من
وجوده في القطاع، للتأكيد على إيجاد صيغة واضحة لإشراك فريقي غزة ورام الله في
عملية الحكم، وهنا الحديث عن الأجهزة الأمنية والإدارية والسياسية. أهل غزة
وفصائلها يحتاجون لأن يشعروا بأنهم جزء أصيل لا فرع يفرضه الفولوكلور وشعارات
الوحدة الوطنية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية