حي التضامن في العاصمة تونس.. حيث لم يبق من الثورة إلا الحكايات
يعتبر حي التضامن من أكبر أحياء العاصمة التونسية. فمن هذا الحي وتحديداً شارع بو زيد بدأت الثورة لتدخل إلى قلب العاصمة، شبابه رفعوا شعار التغيير وتمكنوا مع غيرهم من التونسيين من إسقاط نظام بن علي. اليوم وبعد ثلاث سنوات كيف ينظر شباب الحي إلى ثورتهم؟
الأحياء الفقيرة المحيطة بالعاصمة التونسية بالعاصمة
التونسية لعبت دوراً محورياً في تأجيج الاحتجاجات الثورية التي أسقطت نظام بن علي.
فقراء حي التضامن الذي نحن فيه اليوم كانوا يمنون النفس بأن تنعم عليهم الثورة بحياة
كريمة. ثلاث سنوات مرت بقيت آمالهم على حالها ولم يضف إليها سوى الفقر والتهميش.
مشاهد معقدة تبرز في هذا الحي. الفقر والبطالة والتهميش
سمات تظهر لكل زائر حقيقة أوضاع أهالي حي التضامن. وهو لا يحتاج إلى الكثير من البحث،
فنظرة سريعة إلى البيوت وحال الطرقات كافية لتكشف معاناتهم.
شباب هذا الحي تلقفوا شعارات الثورة التي بدأت من سيدي
بو زيد، وأججوا لهيب شرارتها الأولى، ونقلوا وهجها إلى قلب العاصمة، ليسقط نظام بن
علي.
مساهمات شباب حي التضامن في الحراك الثوري لم تبق لهم
منها إلا الحكايات وآثار المواجهات والاشتباكات مع قوات النظام وأجهزته. أما آمالهم
فتحولت إلى نقمة على انحراف الثورة عن مسارها، كما يقولون.
شباب فقدوا الأمل بغد انتظروا أن يحمل معه التغيير، وكبار
لا يملكون سوى الدعاء من أجل غد أفضل، ويبقى الأمل في أن ينجح الأطفال غداً، في تحقيق
حلم فشل الكبار في إنجازه اليوم.
غادرنا حي التضامن وفي جعبتنا شهادات مثقلة بالمعاناة.
معاناة فتحت أبواب الحي على مصراعيها لفكر متشدد يهدد أبناءه قبل غيرهم. هذا ما صرح
به لنا بعض سكان الحي بعيداً عن عدسات الكاميرا.