القضاء العراقي يطالب البرلمان بانتخاب بديل عن الطالباني

السلطة القضائية العراقية تطالب في بيان رئيس مجلس النواب باتخاذ الإجراءات القانونية لإنتخاب رئيس جديد للبلاد بعد خلو منصب الرئاسة بسبب الوضع الصحي للرئيس طالباني والتحالف الكردستاني يصف الأمر بـ"غير دستوري".

من الصعب ايجاد البديل عن طالباني حالياً

وصف التحالف الكردستاني طلب القضاء العراقي البرلمان بانتخاب بديل للرئيس الحالي جلال الطالباني بـ"غير دستوري"، مؤكداً أن "الادعاء العام ليس لديه الصلاحية أن يجبر السلطة التشريعية والتنفيذية باختيار الرئيس".

وأوضح النائب عن التحالف محسن سعدون أن "مجلس القضاء الأعلى والادعاء العام لا يمتلكان الصلاحية للتدخل بأمور السلطتين التشريعية والتنفيذية"، لافتاً إلى أنه "ليس هنالك فقرة في الدستور العراقي تعطي السلطة للقضاء أن يجبر السلطتين التشريعية والتنفيذية على اختيار رئيس للجمهورية".

وكانت السلطة القضائية في العراق طالبت اليوم الإثنين في بيان لها رئيس مجلس النواب أسامه النجيفي "باتخاذ الإجراءات القانونية بشأن خلو منصب رئاسة الجمهورية (الذي تشغله شخصية كردية) لفترة طويلة، بسبب غياب الرئيس جلال الطالباني عن منصبه"، مبينة أن "الطلب جاء تطبيقاً لأحكام المادة (72/ ثانياً/ ج) من دستور جمهورية العراق الخاصة بالإجراءات القانونية الواجب اتخاذها في حال خلو منصب رئيس الجمهورية".

وجاء في البيان أن "الفقرة (ج) من المادة 72 من الدستور العراقي تنص على "انتخاب رئيس جديد للبلاد في حال خلو منصب رئيس الجمهورية لأي سببٍ من الأسباب، لإكمال المدة المتبقية لولاية الرئيس".

محاذير سياسية تحول دون إختيار البديل

وعن إثارة قضية غياب الرئيس طالباني عن الحكم الآن أوضح الإعلامي العراقي حسين شلوشي في مقابلة مع "الميادين" أن واحدة من كبرى المسائل التي تثير هذا الموضوع في هذا الوقت هو حجم المشكلات السياسية التي تواجهها الحكومة والأحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية، بمعنى أن الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية إزاء كمّ من المشاكل" لافتاً إلى أن "الأصل الدستوري يقول بتولي نائب الرئيس صلاحيات الأخير بعد ثلاثين يوماً من توقف الرئيس عن ممارسة عمله فعلياً، وهذا الأمر حاصل الآن مع الرئيس جلال الطالباني".

وأشار شلوشي إلى "تصاعد مشكلات الحكومة مع إقليم كردستان الذي ينتمي إليه الطالباني، حيث إن لدى الإقليم من عناصر القوة السياسية للتفاوض ولي الأذرع في بغداد أكثر مما لدى أي جهة سياسية أخرى" موضحاً أن إثارة الموضوع بغياب الرئيس "تعتبر ورقة تفاوضية أخرى تضاف إلى المفاوضين في بغداد، يمكن أن تستخدمها الحكومة الإتحادية، أو التحالف الوطني العراقي أو القوى السياسية الأخرى بما فيها القائمة العراقية،  كورقة ضدّ الأكراد على اعتبار أن الرئيس ينتمي إلى المكون الكردي" علماً أنه "دستورياً ليس بالضرورة أن يكون الرئيس كردياً بل يمكن أن يكون عربياً من حزب أو طرف آخر". 

وقال شلوشي إن المتبقي من عمر الدورة الحالية للبرلمان والحكومة العراقيين ليس كافياً لانتخاب بديل معتبراً "أن الإحتمال ضعيف جداً في استبدال الطالباني، إلا في حال وفاته لا سمح الله".

يذكر أن الرئيس العراقي جلال الطالباني أصيب بجلطة دماغية أواخر العام الماضي أدخل على إثرها مستشفى مدينة الطب ببغداد. وبعد استقرار وضعه بما يسمح بنقله للعلاج إلى الخارج، نقل إلى مستشفى متخصص في ألمانيا، وما يزال يرقد هناك حتى الساعة، ويتلقى العلاج على أيدي أطباء ألمان.

شلوشي للميادين: من الصعب إختيار بديل عن طالباني حالياً

اخترنا لك