واشنطن ترسم لحلفائها سقف تحركاتهم في حربها ضد داعش
جولة الاعتذارات التي قام بها جو بايدن على حلفاء واشنطن سمحت لهم بالتنصل من انتقادات البيت الابيض، لكن الإدارة الأميركية وضعت بذلك حدا لهامش حركة أصدقائها.
فدول "أصدقاء سوريا"، التي تزعمتها الولايات المتحدة، ظلت طوال سنتين تتهم سوريا باختلاق أوهام القاعدة وغيرها، لتخويف المجتمع الدولي، من ارهاب وهمي، لا وجود له في سوريا. ولا ريب أن الادارة الاميركية، كانت تعرف وتشرف وتراقب ،بحسب التقارير الاستخبارية والصحفية، على الدعم الذي تلقته جبهة النصرة وحلفائها، قبل ولادة "داعش" من رحم النصرة. ما قاله جو بايدن، في اتهام تركيا ودول الخليج، بدعم النصرة وداعش، لم يعتذر عن مضمونه، بل اعتذر عن صراحته غير الدبلوماسية. وهو يريد بذلك التنبيه، إلى أن الهامش الذي تحركت فيه تركيا ودول الخليج، بمبادرتها الذاتية، في سوريا والعراق، لم تعد تقبل به واشنطن. التحالف وراء أميركا، لمواجهة "داعش" شديد التناقضات، ولا يحتمل أن تعمل كل دولة لتعزيز نفوذها الخاص، بدعم جماعات مرتبطة بها. في هذا السياق، رسمت واشنطن استراتيجية التحالف، لثلاث سنوات، بحسب تقديرات أوباما، أو لثلاثين سنة، كما يتوقع وزير الدفاع السابق ليون بانيتا. فالادارة الاميركية، لا تريد أن تخرق تركيا التوازنات داخل تحالف واشنطن في انشاء منطقة عازلة، وحرب برية، ولا تريد أن توسع دول الخليج هامش حركتها، مع الجماعات الاسلامية المسلحة. البيت الابيض يرى أن الاتفاق على دعم ما يسمى معارضة معتدلة، كاف لجمع الحلفاء والاصدقاء، تحت سقف تحالف واشنطن، لكن من الآن فصاعدا، تحاول الادارة الاميركية إلزام الحلفاء بأنها تقرر أشكال الدعم وأصناف المعارضات، وأنها مسؤولة عن تنظيم هامش الحركة والتصرف.