نصرالله: مستعدون للسلاح الكاسر للتوازن
السيد نصرالله يعلن جهوزية المقاومة لاستقبال أي سلاح نوعي وكاسر للتوازن. وصحيفة إسرائيلية تقول غداة كلمته إن ما يقض مضجع إسرائيل ليس كمية الصواريخ التي يمكن أن يطلقها الحزب بل التطور الذي طرأ على دقة الإصابة.
كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" أنّ تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفيد أنه إذا كان "حزب الله قادراً عام 2006 على إطلاق مئات الصواريخ التي تحمل رؤوساً حربية بزنة 300 كيلوغرام للرأس الواحد على منطقة عوض دان وسط اسرائيل فإن في وسعه اليوم إطلاق كمية أكبر بعشرة أضعاف على وسط إسرائيل".
واشارت الصحيفة إلى أن "ما يقضُّ مضاجع المسؤولين في إسرائيل ليس كمية الصواريخ بل التطور الذي طرأ على دقة الإصابة".
هذه المخاوف التي كشفتها صحيفة إسرائيلية تأتي غداة كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التي اعتبر فيها "أن القيادة السورية أثبتت أنها تدير الصراع مع إسرائيل باستراتيجية حكيمة، وأن العدوان الإسرائيلي الأخير على سورية يهدف إلى حصار المقاومة، وإلى إخراج سورية من معادلة الصراع مع إسرائيل، وأن معركة منع سقوط سورية في يد إسرائيل وأمريكا والتكفيرين هي معركة فلسطين والقدس والمسجد الأقصى".
السيد نصرالله وخلال كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 25 لإنطلاق إذاعة النور قال إن إعلان سورية فتح جبهة الجولان أمام المقاومة وتزويد المقاومة بسلاج نوعي لم تحصل عليه من قبل هو الرد السوري الاستراتيجي على العدوان، متابعاً "إننا مستعدون لاستقبال أي سلاح نوعي ولو كان كاسراً للتوازن، وجديرون بامتلاك هذا السلاح وسندفع به العدوان عن شعبنا وبلدنا"، كما أعلنه استعداد المقاومة لتقديم الدعم للمقاومة الشعبية السورية لتحرير الجولان السوري المحتل.
وكشف السيد نصرالله عن أن ما تردد حول سقوط المئات من الشهداء في الغارة الإسرائيلية الأخيرة قرب دمشق "أمر غير صحيح والحصيلة هي أربع شهداء فقط"، وأنه في الوقت الذي ينصب النظام في سورية صواريخه باتجاه فلسطين المحتلة ويقدم الدعم للمقاومة فإنه "ليس هناك نظام عربي اليوم يجرؤ على إعطاء بندقية أو رصاصة للمقاومة".
كما جدد السيد نصرالله الدعوة "للعمل على إيجاد حل سياسي في سورية" وهو ما يصب بصالح فلسطين وقضيتها" لافتاً إلى أن "كل من يريد أن يبقى المسجد الأقصى والمقدسات والحقوق فالمقاومة تبقى هي الخيار لذلك".
وفي الشأن الفلسطيني قال السيد نصرالله إن "مخاطر الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية كثيرة على شعب فلسطين، وأن المطلوب هو اعتراف عربي وليس فلسطيني فقط بيهودية الدولة العبرية".
واعتبر السيد نصرالله أن الخشية من وراء الاعتراف بيهودية الدولة هي بمصادرة المسجد الأقصى وتحويل دخول المستوطنين إلى المسجد إلى أمر طبيعي، معلناً أن بعض قيادات الحركات الإسلامية تقول "إن الأولوية اليوم ليست للمسجد الأقصى، وأن النظام الرسمي العربي يتصرف مع قضية فلسطين وكأنها عبء تاريخي".
السيد نصرالله ذكر بزيارة وزراء خارجية الدول العربية إلى واشنطن وطرحهم مبادرة جديدة للسلام مع إسرائيل معتبراً أن مظهر وزراء الخارجية العرب وبينهم وزراء من الربيع العربي ويتوسطهم الوزير الأمريكي أمر "محزن للصديق ومفرح للعدو"، مضيفاً "النظام العربي بات أكثر استعداداً للتنازل عن الحقوق بعد الربيع العربي".
وإذ أشاد السيد نصرالله بقرار مجلس النواب الأردني الأخير بطرد السفير الإسرائيلي من عمان اعتبر أن العدو الإسرائيلي "يستفيد مما يجري في المنطقة مع وجود أطراف باتت أكثر سكوتاً عما يجري".
فيما يتعلق بالأوضاع الداخلية اللبنانية قال السيد نصرالله إن "المصلحة الوطنية اللبنانية تقضي تشكيل حكومة شراكة وطنية حقيقية"، مؤكداً أن حزب الله ليس مع الفراغ في لبنان وأن الخيارات الأخرى كلها قابلة للنقاش.
وأشار السيد نصرالله إلى قضية المخطوفين اللبنانين في اعزاز كاشفاً عن أن "الأمور في هذه القضية تأخذ منحى إيجابياً وما تبقى هو من مسؤولية الدولة اللبنانية".
وقال الأمين العام للحزب إن "أخطر معضلة يواجهها الكثير من وسائل الإعلام في العالم العربي اليوم هي عدم المصداقية والكذب والتزوير"، مشيراً إلى أن "الإعلام المقاوم كان جزءاً فاعلاً في الحرب النفسية ضد العدو"، وأن هذا الإعلام ساهم في الدفاع عن صورة المقاومة الجهادية والأخلاقية.
التغطية الخاصة لقناة "الميادين" بعد كلمة السيد نصرالله على الرابط التالي