تونس تراهن عبر الانتخابات على وضع دائم في الجمهورية الثانية

التجربة التأسيسية الثانية في تاريخ تونس تعيش أيامها الاخيرة والبلاد مقبلةٌ على انتخابات تراهن من خلالها على الانتقال إلى وضع دائم في جمهورية ثانية تكفل الحقوق والحريات. تجربةٌ شابتها انتقاداتٌ عديدةٌ وتخللتها تجاذباتٌ سياسيةٌ كثيرة وانتهت بسلسلة من التوافقات.

العد التنازلي للمرحلة التأسيسية في تونس بدأ
العد التنازلي للمرحلة التأسيسية في تونس بدأ.. مرحلةٌ كانت عنوانا للبناء في زمن الانفلات.. أنجزت دستورا وهيئات ومؤسسات..

يقول عماد حمامي نائب بالمجلس التأسيسي عن حركة النهضة "كانت ثلاث سنوات جميلة لانها كانت في خدمة تونس و كانت في اطار الوفاء لدماء الشهداء و كانت في اطار تضامن وطني".

أما النائب بالمجلس التأسيسي المستقل الطاهر هميلة فيقول عن المرحلة "انتجت دستورا جديدا يؤسس لجمهورية ثانية يقوم على المواطنة وهو شيء عظيم لا وجود له في العالم العربي كله، ثانيا اسس مؤسسات لتثبيت اركان هذه الجمهورية الثانية".

مرحلةٌ كانت ايضا مسرحا لصراعات أيديولوجية وتجاذبات سياسية واحتجاجات اجتماعية واغتيالات استهدفت سياسيين وامنيين وعسكريين لكنها وفرت توافقا نسبيا على انتقال البلاد الى مرحلة جديدة.

النائب بالمجلس التاسيسي عن التحالف الديمقراطي نجلاء بوريال تقول: "الوضع الاقليمي، وضع الثورات الاخرى جعلتنا نعي بان الحل الوحيد الذي يمكن ان يخرجنا من هذه الفترة الغير مستقرة هو التوافق".

المجلس التأسيسي تكفل بتسيير الشأن العام بعد سقوط النظام في مناخ من الحرية يأتي وفق مراقبين إثر عقود من التصحر السياسي والاستبداد، ما يفسر السقوط في الاخطاء والخروج  احيانا عن حدود اللياقة والآداب السياسية ...انسداد الافق السياسي بعد تعطل لغة الحوار وسقوط الشهداء ما كان لينتهي بوفاق لولا تدخل مؤسسسات المجتمع المدني على الخط لدفع الحوار وتحقيق التوافقات.

يعتبر صلاح الدين الجورشي أن "المجلس اعطى صورة سيئة عن الطبقة السياسية الجديدة التي ورثت نظام الحكم من خلال الصراعات و الغيابات و ضعف الاداء"، ويضيف "هذا المجلس اطال المرحلة الانتقالية بشكل كان فيه انعكاسات سلبية خاصة على المستويات الاقتصادية و الامنية".

تعثر المجلس التأسيسي قد يرجعه بعض المتابعين الى غياب الديمقراطية الفعلية التي كانت حاضرة كشعار فقط.

برغم كل اخطاء المرحلة الماضية يجمع الخبراء على ان  المجلس التأسيسي مهد لانبثاق جمهورية ثانية تكفل الحقوق والحريات. مكتسباتٌ تنتظر التفعيل بعد سباق الانتخابات المقبلة.

اخترنا لك