لندن: تظاهرة ضخمة تنديداً بمشاركة المملكة في التحالف ضد "داعش"
العاصمة البْريطانية لندن تشهد تظاهرة ضخمة تنديداً بمشاركة المملكة في التحالف ضد "داعش"، والمتظاهرون يعربون عن تخوفهم من أنْ تكون المشاركة الجوية بداية لإرسال قوات برية إلى العراق
لم تـقنعْ المتظاهرين الحجج
التي ساقها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لحث مجلس العموم البْريطاني على التصويت
لصالح شن ضربات جوية ضد تنظيم "داعش" في العراق. التركة الثقيلة للحرب السابقة
على العراق دفعت أنصار السلام للخروج في الطقس الماطر إلى شوراع لـندن، رفضاً للتورط
مجدداً في حرب لن تـضيف برأيهم سوى المزيد من المعاناة لشعب العراق والفوضى التي ستؤدي
إلى تفكك بلاد الرافدين.
ويقول النائب في مجلس
العموم البريطاني جيرمي كوربن إن الحرب على الإرهاب "استغرقت 13 عاماً بتكلفة
وصلت إلى عشرات المليارات من الدولارات، وسقوط الآلاف من الضحايا دون أن تجلب
السلام بل على العكس، خلقت توتراً داخل أطياف المجتمع البريطاني".
الحرب الجديدة التي بشر كاميرون
باستمرارها لسنوات، أثارت ريبة المتظاهرين في أنْ تتحول مشاركة القوات الملكية البْريطانية
في التحالف الأميركي ضد "داعش"، إلى مقدمة لنشر قوات برية في العراق، فضلاً
عن مهاجمة سوريا تحت ذريعة محاربة "داعش".
ويرى الصحافي والناشط
البريطاني ضد الحرب، جون ريس، أن "الأسباب الحقيقية وراء الحرب على داعش في
العراق أنهم لا يريدون فقدان الموقع الإستراتيجي الحيوي في الشرق الأوسط، فضلاً عن
خسارة آبار النفط وكذلك فهم يعدّون للتدخل العسكري في سوريا".
التظاهرة التي تزامنت مع ذبح
عامل الإغاثة البْريطاني ألن هيننيغ زادت من شكوك بعض السياسين حول جدوى الضربات الجوية
ضد "داعش"، فضلاً عن غياب الاستراتجية الواضحة لحماية أمن البلاد من رد فعل
إنتقامي من قبل الجماعات المتشددة أو مناصريها في الشوراع البْريطانية.
لا يصدق المتظاهرون رواية الحكومة
البْريطانية التي ترى أن الضربات الجوية هي حماية استباقية من خطر التنظيم الذي قد
يصل إلى شوارع بْريطانيا، فالغارات الجوية برأيهم لن تعمل إلا على زيادة مشاعر التطرف
وتدمير أكثر للعراق.