تصريحات جو بايدن.. قنبلة سياسية تصيب شظاياها حلفاء واشنطن

تتفاعل تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن الإرهابيين في سوريا بمن فيهم مقاتلو القاعدة حصلوا على تمويل ودعم من حلفاء واشنطن في المنطقة، من بينهم الأتراك والسعوديون والإماراتيون الذين كان همهم الوحيد إسقاط الرئيس السوري، وخاضوا حربا بالوكالة بين السنة والشيعة وقدموا مئات ملايين الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من السلاح لكل من وافق على القتال ضد الأسد.

اعترافات جو بايدون تشكل قنبلة سياسية تصيب شظاياها حلفاء واشنطن
ترقى اعترافات نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مستوى قنبلة سياسية تتطاير شظاياها في غير اتجاه، في المقام الأول يؤكد المسؤول الأميركي المسؤولية السياسية والأمنية والأخلاقية لحلفاء واشنطن عن ظهور الإرهاب والتطرف، ثم تمويله وتسلحيه ودعمه في سوريا.

ثانياً، يحمل بايدن، مواربةً، هؤلاء الحلفاء مسؤولية المخاطر الإقليمية والعالمية التي تتسبب بها هذه التنظيمات الإرهابية، وبالتالي كل تداعيات هذه المخاطر.

وحين نعلم أن حلفاء الولايات المتحدة الذي شكلوا حليفاً وداعماً للإرهاب باتوا شركاء لها في مواجهة داعش وإخواته، أي إن من استولد وغذا ودعم عود ما وصفه الرئيس الأميركي بالسرطان، يحاولون الآن وقف تمدده والإجهاز عليه، تماما كما فعلت أجهزة الإستخبارات الأميركية حين استولدت القاعدة في أفغانستان ثم شنت الحرب عليها.

إعترافات بايدن وإن كانت محاولة لإستبعاد مسؤولية واشنطن عن ظهور داعش والنصرة وجماعة خراسان وغيرها، إلا أنها لا تنفي الجريمة التي تسببت بها الإدارة الأميركية، بإداة ظهرها لكل التحذيرات من خطر الإرهاب ودوره في الأزمة السورية في أشهرها الأولى، وتركيز كبار المسؤولين الأميركيين، بتنسيق وثيق مع حلفائها الخليجيين، على اولوية إسقاط النظام السوري، وإلا لم ضربت واشنطن ومعها الحلفاء الأوروبيون عرض الحائط كل ما قدمته موسكو وطهران ودمشق على مدار سنوات الأزمة، وبالتحديد في مؤتمر جنيف من وثائق ومعلومات عن أن الأرهاب هو أساس المشكلة والبلاء في سوريا، وأن أي حل سياسي يتطلب مواجهة هذا الإرهاب والقضاء عليه.

السؤال هو هل يمكن أن نشهد في القادم من الأيام إنكشاف الأسباب العملية وراء التجاهل الأميركي لخطر الإرهاب، لا سيما أن الرئيس باراك اوباما اعترف قبل أيام أن الإستخبارت أخطأت في تقدير خطر داعش وهل نكتشف لاحقاً أن هذا الخطأ كان مقصوداً وموجهاً؟

أردوغان يندد بتصريحات بايدن ويطالبه بالاعتذار

وفي أول تعليق على تصريحات بايدن، ندد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتصريحات نائب الرئيس الأمريكي حول دور دول إقليمية من بينها تركيا في تسليح إرهابيين في سوريا.وقال اردوغان في مؤتمر صحافي في إسطنبول إنه إذا كان بايدن قد استخدم لغة كهذه فهذا كفيل بأن يجعل العلاقة به من الماضي.واضاف أردوغان "إذا ثبت أن بايدن أدلى بهذه التصريحات فعليه أن يقدم اعتذاراً لتركيا، المقاتلون الأجانب لم يروا عبر تركيا بأسلحتهم يوماً ليدخلوا سوريا، وتركيا تواصل موقفها المانع لتدفق المقاتلين إلى سوريا، كما إن تركيا تستضيف حالياً نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري منذ نيسان/أبريل 2011".

أردوغان اعتبر أن تركيا لم تسمح يوماً بدخول الإرهابيين مع سلاحهم إلى سوريا