تأكيد أميركي بحصول غارة إسرائيلية على سورية

مسؤول أميركي يؤكد حصول غارة جوية إسرائيلية على سورية ومصادر عسكرية مطلعة تنفي للميادين هذه الأنباء وتضعها في سياق الحرب النفسية في ظل ما يحققه الجيش السوري من إنجازات ميدانية.

الحديث عن الغارة يتزامن مع تحقيق الجيش السوري تقدماً ميدانياً

أكد مسؤول أميركي لوكالة "رويترز" قيام الطيران الحربيِّ الإسرائيلي بشنّ غارة على الأراضي السورية استهدفت مبنى لم يحدد طبيعته أو مكانه.

جاء ذلك في أعقاب نشر شبكة "سي إن إن" رواية أشارت فيها نقلاً عن مسؤولين أميركيين اثنين ترجيحهما وقوع الغارة خلال يومي الخميس أو الجمعة الماضيين من خارج المجال الجويِّ السوري، بينما أفادت "سي.بي.أس" "أنّ الهجوم إستهدف مخزن أسلحة" أمّا "أن بي سي" فذكرت أن الغارة "استهدفت منظومات لإطلاق أسلحة كيماوية".وقال مراسل "الميادين" في دمشق إنه لم يصدر أي تعليق رسمي ناقلاً عن مصادر عسكرية مطلعة نفيها ما تردد عن غارة إسرائيلية على سورية ووضعت هذا الأمر في إطار الحرب النفسية التي تستهدف السوريين في موازاة الضغط السياسي الذي يمارس على دمشق. وأشار إلى أن التاريخ الذي تمّ ذكره في الصحف ووسائل الإعلام الأميركية يتزامن مع عمليات عسكرية للجيش السوري حتى في محيط العاصمة وفي ريفها باتجاه الغوطة أو في ريفها الغربي.

أما إسرائيل فاعتمدت لعبة الغموض حيال ما تناقلته الأنباء عن الغارة، وهو نهج تعتمده إسرائيل عند كلِّ اعتداء مشابه. غموض زاد منه رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية عاموس جلعاد عبر نفيه تقارير الوكالات الأجنبية عن الغارة وتركه تأكيد حصولها للناطق باسم الجيش.

وفي تصريح لافت قال جلعاد إن "حزب الله غير معنيّ بالتزود بسلاحٍ كيميائيّ بل بمنظومات متقدمة أخرى لتغطية كامل إسرائيل". وكان ناطق باسم الجيش الإسرائيلي قال "إن لا سبب يدفع للإعتقاد بأن الغارة استهدفت سلاحاً كيميائياً بل منشأة سلاح من نوع آخر". الخبير الإستراتيجي سليم حربا من دمشق رأى في اتصال مع "الميادين" أن "تقييم الموضوع يجب أن يكون من منطلق سوء النوايا بإسرائيل" مضيفاً أن الأمر يأتي في إطار "التحضيرات النفسية والأمنية والعسكرية لتنفيذ عدوان لاحق قد يكون محدوداً أو واسعاً، ولجس نبض ردود الفعل".

كل هذه الأجواء ترافقت مع تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي في اجواء الجنوب اللبناني بحسب ما أفاد مراسل الميادين الذي تحدث أيضاً عن تسيير دوريات إسرائيلية على طول الحدود. 

من جهته قال مدير مكتب "الميادين" في واشنطن "إن الإعلان عن هذه الغارة سواء المزعومة أو الحقيقية من قبل الأميركيين هو أمر ملفت" مذكراً بأنها "المرة الثانية التي يعلن فيها عن غارة جوية إسرائيلية على سورية من البنتاغون دون أن تعلنها إسرائيل". وأضاف إن الحديث في وسائل الإعلام الأميركية يتركز أكثر حول استهداف الغارة لقافلة سلاح متوجهة لحزب الله، معتبراً "أن هناك هامشاً متفقاً عليه بين أميركا وإسرائيل يتعلق بعدم تعزيز أي قوة مساندة لسورية في هذه المرحلة خاصة في ظل التحرك الميداني والإنجازات الميدانية التي يتم الحديث عنها مؤخراً للجيش السوري وإمكانية توسيع وتعزيز قوة حليفة له في الساحة اللبنانية، لذلك كان الحديث عن تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي في كل الأجواء اللبنانية.

اخترنا لك