تظاهرات حاشدة في هونغ كونغ تقلق الصين الشعبية في ذكرى تأسيسها

أعلن المتظاهرون في هونغ كونغ تصعيد حراكهم الشعبيّ خلال احتفالات بكين بذكرى تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وواصل المتظاهرون احتشادهم في الشوارع فيما احتفل مسؤولون كبار في الصين وهونغ كونغ بالذكرى الـ65 لإقامة الصين الشعبية عام 49 من القرن الماضي.

المحتجون يحددون مهلة لتلبية مطالبهم
سداً منيعاً تقف حكومة لونغ شين ينغ في وجه ثورة المظلة، ثورة حشدت في طرقات هونغ كونغ عشرات آلاف بدأت تحسب لها الصين ألف حساب. 

ما يجري في شوراع الجزيرة التي استقلت عن الحكم البريطاني عام 1997 ودخلت في فلك الصين تحت حكم شبه ذاتي هو صراع بين الليبرالية التي اعتاد عليها المواطنون في هونغ كونغ والشيوعية التي تحاول الصين جاهدة زرعها في شرايين الجزيرة.

ولا تخفي بيجين خشيتها من التيارات المطالبة بالإستقلال التام والمدعومة من الغرب، كما تتهم بعد سلسلة من الإجراءات التشريعية والقانونية التي حددت عام 2017 موعداً للإنتخابات رئاسة الحكومة.

إنتخابات فجرت الأزمة لكنها لم تكن الا القشة التي قسمت ظهر البعير، فخشية الصين من إنفصال هونغ كونغ عنها كلياً وما لهذا الأمر من تداعيات محتملة على مقاطعات أخرى شهدت توتراً كما حصل مع مسلمي الإيغور في مقاطعة شينجيانغ، ومع بوذيي التيبت وكاثوليك شنغهاي والأهم من ذلك كله تايوان، هذه الخشية دفعتها الى تقنين الترشح للانتخابات في هونغ كونغ كي تضمن فائزاً يرفض الإستقلال ويقف في وجه الداعين اليه.  

ولذا لا يستبعد كثيرون ان تستخدم الصين القوة اذا اقتضى الأمر لفض الاعتصامات، حتى لو تكررت مشاهد ساحة تيانانمين في عام 1989 ، لكن هذا السيناريو قد يؤدي الى تراجع المؤشر الاقتصادي للصين خاصة وان غالبية رجال الأعمال يدعمون استقلال هونغ كونغ كما سيؤدي ايضاً الى عقوبات اقتصادية تضر بالمخططات الصينية الرامية الى التحول للقوة الاقتصادية الاولى عالمياً.

اما السيناريو الآخر فهو استخدام المحور المؤيد للصين في وجه الإنفصاليين على غرار المشهد الأوكراني لكن دون التدخل عسكرياً، وهو الأمر الذي قد يدخل هونغ كونغ في صراع داخلي لا ينتهي الا بمقايضات خارجية او تنازلات تقدمها الصين في شرق اسيا او ربما استخدام اوراق ضغط وقوة تدفع باميركا والغرب الى تغيير حساباته من جديد.

اخترنا لك