قدرة الأسد اللافتة على البقاء في السلطة
الصحف البريطانية تسلّط الضوء على الأزمة السورية، فتقول "الغارديان" تحت عنوان "قدرة الأسد اللافتة على البقاء في السلطة" إنّ الرئيس السوري أثبت أنه أكثر مرونة مما تصوّر عديدون.
تحت عنوان "قدرة الأسد اللافتة على البقاء في السلطة"، تقول "الغارديان" في تحليل لها إن الأسد أثبت أنه أكثر مرونة مما تصوّر العديدون.
وتضيف الصحيفة أن المحللّين والمعلقين أنفقوا السنتين الماضيتين في محاولة فهم المشهد السوري الذي يتسم بالدعاية والأوهام وقدر كبير من التفكير الرغائبي، أيّ رسم سيناريوهات لم تتحقق في نهاية المطاف.
واتضحّ أن الرئيس السوري له حلفاء أوفياء وأقوياء كما قال زعيم حزب الله، (السيّد) حسن نصر الله، الثلاثاء الماضي، وهم مستعدّون للوقوف إلى جانب "محور المقاومة" ولن يسمحوا بسقوط الأسد.
ويمضي التحليل قائلاً إن الحالة السورية أثبتت أن جميع السيناريوهات المتشائمة تحققّت على أرض الواقع من قبيل المجازر وتزايد أعداد اللاجئين في الأردن وتصاعد التوترات في لبنان والعراق وإستخدام الأسلحة الكيماوية وخطر إندلاع نزاع مع إسرائيل.
وتتابع الصحيفة قائلة إن الدبلوماسية في الحالة السورية مغيبّة إذ لا أحد يعتقد في إمكانية إيجاد حل متفاوض عليه للأزمة. ومن ثم، فإن سورية تتعرّض للتدمير.
ومن الخطأ وصف المزاج العام في دمشق بأنه يبعث على التفاؤل لأن التوتر والخوف أصبحا سيدا الموقف، لكن مع ذلك ترى الدوائر الحكومية السورية أن الحجج التي طالما روّجتها منذ بداية "الثورة" في البلد أخذت تؤتي أكلها.
وتقول الصحيفة "لقد أصرّ الأسد منذ البداية أنه لا يواجه ثورة شعبية مطالبة بالديموقراطية وإنما عصابات إرهابية مسلحة تمولها السعودية وقطر ويفترض أنها متحالفة مع الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل".
وتضيف "إن جوانب من هذا الكلام صحيحة بعض الشيء شأنها شأن الخطاب الدعائي الناجح، في حين تعتبر جوانب أخرى خاطئة بشكل صارخ".
وتواصل قائلة إن "السوريين يشيرون إلى أن عائلة الأسد استعدّت للتعامل مع هذه الأزمة منذ عقود، إذ إن الرئيس والمقربين منه يتحدّثون عن أنهّم يقاتلون من أجل إنقاذ البلد وعن الإنتخابات الرئاسية المقررة في شهر أيار/مايو 2014 لكن، تقول الصحيفة، هذه المعطيات تثير الخوف من أن الأسوأ لم يأتِ بعد".