التهديدات الإقليمية بدلت مصالح دول بحر قزوين من العداء إلى التعاون

تفاهم قمة قزوين على تقاسم الثروات المشتركة، يتجه نحو تعاونٍ خماسيٍ متكافىء من دون أقطاب، لكن تهديد الأمن الإقليمي بمخاطر تشمل الجميع سهل التحول من العداء إلى التعاون.

رؤساء الدول الخمس المشاركة في قمة دول بحر قزوين (أ ف ب)
الدول الغربية استغلت الخلاف بين الدول المتشاطئة في بحر قزوين لتعزيز مصالحها وتمدد نفوذها، نتيجة عدم اتفاق هذه الدول على حق كل منها في ثروة البحر.

في هذه الظروف العدائية لم يكن متاحاً الاتفاق على قواسم مشتركة، ولا سيما أن الدول الغربية أغرت أذربيجان وتركمنستان بوعود الكسب السريع نتيجة محاصرة إيران والعقوبات على روسيا، لكن البلدان المنفتحة على الدول الغربية، بدأت تخشى انتقال موجة الجماعات المسلحة من المنطقة العربية، وفي إثرها أخذت تشعر بتهديد الأمن الإقليمي، الذي يتأثر باندفاع واشنطن نحو سوريا والعراق، من جهة ونحو القوقاز من جهة أخرى.

مواجهة هذه المخاطر، أخذتها روسيا وإيران على عاتقيهما، بدءًا بتشديد أواصر التعاون بينهما في مجالات الطاقة والإمدادات الاستراتيجية، غير أن مواجهة روسيا وإيران للطموحات الغربية ترتكز على أبعاد جيو - سياسية أساسها حماية الأمن الإقليمي من تمدد النفوذ الغربي، وتمدد الجماعات الإرهابية في إثره.

في هذا الإطار يأتي اتفاق الرئيسين الروسي والإيراني، على أهمية التعاون في مجال السياسة الخارجية، لحماية الأمن والاستقرار الإقليميين وفي الإطار نفسه، يعكس تمسك روسيا وإيران برفض التمدد العسكري الغربي في منطقة بحر قزوين، إدراكاً منهما بأنه حجر الأساس لحل بقية المشاكل العالقة بين الدول المتشاطئة.

القاطرة الروسية الإيرانية، جرت وراءها أصدقاء الغرب، الذين كسبوا أكثر من حقهم الطبيعي في تقاسم الثروة المشتركة، مقابل تنازلهم عن تأييد تمدد مصالح الدول الغربية، في بحر قزوين.

هذه القاطرة برأسين، بادرت إلى الطلب بإرساء التفاهم على أساس إجماع الدول الخمس، منعاً للشعور بالغبن، تنازلت بذلك القاطرة الروسية الايرانية طوعاً عن شيء مما يمكن أن تكسبه من الدول الأخرى، لكنها كسبت في المقابل، الريادة في امكانية بناء نموذج للتعاون بين دول متضاربة المصالح من دون قطبية وأتباع.

اخترنا لك