مالبرينو للميادين: الفرنسيون لم يعودوا مقتنعين بسيناريو الإطاحة بالنظام في دمشق
الكاتب والصحفي الفرنسي جورج مالبرينو يتحدث للميادين عن نقل رسائل أميركية إلى دمشق عبر العراقيين وعن وجود "درجة أو أخرى من التعاون بين واشنطن ودمشق"، ويقول إن الفرنسيين لم يعودوا مقتنعين بعد اليوم بسيناريو التحطيم الشامل والإطاحة بالنظام السوري من أسسه، ويعتبرون أن الأولوية هي لاجتثاث "داعش" ومن ثم العودة إلى التعاطي مع هذا النظام.
وأضاف، لا أستطيع التكهن ان هذه الضربات العسكرية ستضعف "داعش"، لإن هذه الظاهرة هي ظاهرة معقدة جداً، ويجب على التحالف أن يدمج في هذا الرد سوريا والعراق، ويتعين أيضاً على تركيا أن تشارك لإننا سلطنا الضوء على دور تركيا منذ بداية الأزمة السورية، لذا فعلى جميع الأطراف أن تبذل جميع الأطراف المزيد من الجهود لإيقاف هؤلاء "الجهاديين" الأوروبيين الذين يصلون إلى تركيا ويدخلون إلى سوريا.
وكرر مالبرينو القول أنه "يتعين على الأوروبيين وقف تقاطر المسلحين من دول القارة الأوروبية للقتال في سوريا، فهؤلاء لن يبقوا في سوريا بل سيعودون إلى هذه الدول، ويبقون هناك ومن الصعب أن تنزع من دماغهم هذه الإيديولوجية الإرهابية المتطرفة، ليعودوا إلى حالتهم الأصلية".
ورأى الصحفي الفرنسي أن الضربات الجوية لا تسمح باجتثاث ظاهرة "داعش" من جذورها، ولا يمكن للأميركيين أن يقرروا فجأة وضع جنود على الأرض" ...
وشدد مالبرينو على" أن مايقلق الفرنسيين هو العودة إلى الحل العسكري، فمنذ سنتين كنا نعرف أن هنالك 50 "جهادياً" فرنسياً دهبوا إلى سوريا - وهذا ما لم نشهده في أفغانستان مثلاً- واليوم يرتفع العدد إلى 900 مسلح فرنسي، وهذا هو الخوف الأكبر على أمننا لجهة حدوث اعتداء إذا ما عادوا إلى فرنسا.... لذا فإن الحكومة الفرنسية تحاول ايجاد حلول مع الأتراك والأكراد لإيقاف هؤلاء المتطرفين"،
وفي رد على سؤال، قال "إن المخاوف تساورنا لإننا نرى أنه ولأول مرة تستحوذ جماعة متطرفة ذات إيديولوجية على أرض، وهي تعلن عن انشاء "دولة" ذات قوانين بربرية تتخطى ظاهرة اسامة بن لان وأيمن الظواهري الذين كانوا مختبئين ربما في كهوف".
ولفت الكاتب الفرنسي إلى أنه يترتب على النظام في بغداد أن يفتح ذراعيه أكثر للسنة ولإيران في الجهود للقضاء على "داعش"، ففي العام 2007 استطاعت قوات "الصحوة" في العراق ان توقف تقدّم "القاعدة"، واليوم فإن العشائر ستستطيع بإذن الله ان تقول لداعش هذا يكفي ونحن لا نريدكم بيننا"، لكن بانتظار أن تتبنى العشائر هذا الموقف يجب أن تجري مفاوضات وأنتم تعرفون أن هذه العشائر اعتادت على حلحلة الأمور فيما بينها بنفسها، وصولا إلى التعاون الداخلي وتأسيس جيش فعلي جامع لجميع العراقيين ، ومن هنا فإن جزءا من حل الأزمة هو سياسي أيضأ".
وإذ قال أن "لاوجود لاتصالات أمنية فرنسية -سورية، لإن الفرنسيين حاولوا مرة وأخفقوا، حيث كان مؤدى الجواب من دمشق(أهلا بكم، لكن لكي نعيد بناء أواصر التعاون الأمني علينا أن نعيد التعاون السياسي) ، اشار إلى أنه ورغم قول الأميركيين أن لاوجود لتنسيق أمني مع السوريين، فقد تم نقل رسائل إلى سوريا عبر العراقيين، ولابد هنا من وجود درجة أو أخرى من التعاون بين واشنطن ودمشق، فالأميركيون أدركوا خطر "الجهاديين" فبل الفرنسيين ومنذ سنة 2012 تحدثوا عن وجود "محور جهادي" يمتد من الفلوجة في العراق إلى طرابلس في لبنان مرورا بالموصل وبغداد وحمص".