تساؤلات عن مدى أهلية المناخ السياسي لتنظيم الإنتخابات التونسية

الرابع من تشرين الاول/ اكتوبر القادم هو التاريخ الرسمي الذي أعلنته هيئة الانتخابات في تونس للشروع بالحملات الدعائية غير أن عددا من الأحزاب استبقت هذا التاريخ وبدأت حملات وانتقادات للخصوم السياسيين، ما أثار تساؤلات عن مدى أهلية المناخ السياسي الحالي لتنظيم انتخابات نزيهة تتكافئ فيها الحظوظ والفرص بين مختلف ألوان الطيف السياسي.

الحملات الإعلامية للمرشحين في الانتخابات التونسية سبقت الموعد المحدد لها
تزايد المخاوف الإرهابية، وتحذير من تأثير المال السياسي على الانتخابات، وعدم التكافؤ بين الاحزاب في الظهور الاعلامي وعدم تحييد المساجد عن الدعاية السياسية كلـها عناوين تثير اشكاليات قبل الانتخابات المقبلة .
 وعليه تكثـر الاسئلة حول مدى نزاهة المناخ السياسي الذي تروّج فيه الاحزاب لبرامجها.
وأشار الياس  الفخفاخ عضو المكتب السياسي لحزب التكتل من أجل العمل و الحريات إلى "استعمال المساجد و الجمعيات الخيرية التي يجب تحييدها عن العملية السياسية، وهذا نلاحظه بصفة جلية  فلا بد من تحييد المساجد".
أما الناطق بسام حزب العمال  الجيلاني الهمامي فاعتبر أن أصل إفسادالحملة الانتخابية في تونس يعود اساسا الى المال الفاسد و عنصر الارهاب و بطبيعة الحال التشويهات التي لها طابع سياسي تتعرض لأعراض الناس او لمحاولات افتعال تشويهات و ما الى ذلك".
نبش الماضي وفضح الخصوم ممارسات تلقى رواجاً كبيراً هذه الأيام على صفحات التواصلِ الاجتماعي، ويصل الامر إلى حد التشهير بالرموز السياسية ونشرِ فضائح تتعلق بهم من دون اعتبارات لمصداقيتها.
ورأى زياد الاخضر الامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين أن هذه ليست حملة بل صراعات داخل الاحزاب هدفها تعزيز مرشح ضد مرشحين آخرين و نحن نتابع هذه الأوضاع، فيما ذهب الكاتب الصحفي  والمحلل السياسي  محمد بوعود إلى الحديث عما يتداول على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث بدأ ما يسمى بمعركة الضرب تحت الحزام او تشويه الخصوم خاصة في الترشحات للرئاسية حيث ان هناك صفحات قد تخصصت في شتم جميع المرشحين بدون استثناء  في اظهار الكثير من الوثائق التي تدينهم".
استهداف المتنافسين لبعضهم البعض ممارسة عرفها التونسيون في الانتخابات السابقة واليوم تطفو على السطح من جديد بعيدا عن معايير النقد السياسي المعاصر أو نقداً لبرامج انتخابية واضحة.
الانتخاباتُ في امتارها الاخيرة، والتشكيك في نزاهة المناخ الانتخابي من السياسيين والمراقبين على حد سواء، وهيئة ُالانتخابات وسلطة الاشراف يؤكدان بذل كل الجهود لانجاح هذا الاستحقاق.

اخترنا لك