مستقبل العلاقات المصرية الأميركية.. "سيب وأنا أسيب"
العلاقة بين الحكم الجديد في مصر وواشنطن عانت من مشاكل كثيرة منذ سقوط حكم الإخوان وأدت الانتقادات المتكررة للولايات المتحدة الأميركية إلى خلق حالة استياء لدى القاهرة من السياسة الأميركية تجاهها. وعليه كان يعول على لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره الأميركي باراك أوباما لتوضيح وجهات نظر الطرفين.
الكاتب: ملحم ريا
المصدر: الميادين
26 أيلول 2014
اللقاء بين أوباما والسيسي هو الأول بعد تولي الأخير رئاسة مصر
قد لا تخفي ابتسامات
عبد الفتاح السيسي ولا اندفاع باراك أوباما حقيقة تردي العلاقات المصرية الأميركية
عقب تنكر الولايات المتحدة للحكم الجديد الذي أفرزته احتجاجات الثلاثين من يونيو، وأدت إلى الإطاحة بحكم الرئيس المنتمي إلى حركة الإخوان المسلمين محمد مرسي، لكن الرغبة التي أبداها الطرفان لإعادة المياه إلى مجاريها في نيويورك قد تؤرخ لمرحلة جديدة من العلاقات.
نتائج اللقاء الذي
جمع الطرفين بدت وكأنها محاطة بسرية تامة لكن اللقاء في حقيقة الأمر لم يكن بهدف التوصل إلى تفاهمات أو عقد اتفاقات إنما كان يهدف من وجهة النظر المصرية إلى تذليل العقبات
وتقريب وجهات النظر، كما حاولت الإدارة الأميركية من جهتها جس نبض النظام المصري الجديد
لمعرفة مدى تعاونه معها مستقبلاً. ولهذا كان واضحاً سيد البيت الأبيض في دعوته مصر إلى
لعب الدور الذي كانت تلعبه سابقاً.
يحاول الرئيس المصري
عبد الفتاح السيسي منذ توليه السلطة الإبقاء على مسافة من الادارة الاميركية لكنه في
الوقت ذاته يرغب في استمرار الشراكة الاستراتيجية التي بدأت منذ عام 1978 في عهد أنور
السادات إنما على مبدأ الندية لا التبعية التي وصمت بها العلاقات مع مصر في عهد حسني
مبارك.
على الرغم من إدراك
القاهرة جيداً أن موسكو لا تحل مكان واشنطن توجهت إلى روسيا لتعزيز التعاون ولا سيما
في المجالات الاقتصادية والعسكرية رداً على تجميد مساعدات عسكرية دأبت واشنطن على تقديمها
لمصر سنوياً.
وقد ارتفع سقف هذا
التعاون ليصل إلى حدود صواريخ أس 300 الاستراتيجية وطائرات حربية متطورة وهو الأمر
الذي يشكل تهديداً لأمن إسرائيل وفق الرؤية الأميركية.
من هنا كان لا بد
من إعادة ترتيب الأوراق من جديد خاصة في ظل المواجهة التي تخوضها الإدارة الأميركية
مع داعش في المنطقة والدور الهام الذي يمكن أن تلعبه مصر في هذا الاتجاه، فما كان من أوباما إلا الاعتراف أن مصر ركن أساسي لأمن الشرق الأوسط فرد عليه السيسي باللهجة المصرية "سيب وأنا أسيب" كلمة تعبر باختصار عن مستقبل العلاقة المصرية الأميركية: التنازل لن
يكون من طرف واحد.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية