أي ثمن يريده أردوغان لقتال داعش؟

رئيس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقول إن موقف بلاده تجاه محاربة داعش تغيّر تماماً بعد الإفراج عن الرهائن الأتراك. موقف أردوغان يأتي منسجماً مع الشروط التي طرحها للمشاركة مع أميركا وحلفائها في محاربة التنظيم خلال زيارته الأميركية للمشاركة في الجمعية العامة في الأمم المتحدة. فما هي هذه الشروط؟

أردوغان يربط مشارك تركيا في التحالف بإنشاء منطقة عازلة
من نيويورك أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداداً لمعاونة التحالف الدولي ضد داعش. دعم مشروط بإنشاء منطقة عازلة وبفرض حظر جوي في منطقة الحدود السورية التركية، مع الإبقاء على هدف إسقاط النظام السوري قائماً، وإن على مدى أبعد.

أبلغ أردوغان الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جون بايدن بما يطرحه لقبول الانضمام بفعالية إلى التحالف، ما قد يعني فتح قاعدة انجرليك لطائرات دول التحالف لتنطلق منها لضرب أهداف لداعش في سوريا والعراق. أمر يريده الأميركيون، ويريدون من أنقرة منع تدفق المسلحين إلى سوريا، بعدما دعمتهم طويلاً وبعلم العالم أجمع.

على أردوغان أن يقنع رأياً عاماً تركياً بهذا التحول في موقف بلاده حيال التحالف. المعارضة التركية وأبرزها حزب الشعب الجمهوري، تشكك في إمكانية إصدار مجلس الامن قراراً بخصوص الحظر الجوي بسبب الفيتو الروسي الصيني. أما حزب الجبهة القومية الذي كان يؤيد طرح المنطقة العازلة قبل عام، فلا يرى فيها اليوم أي فائدة. مقاتلو داعش موجودون في كل تركيا، يقول مسؤول في الحزب. كرد تركيا موضوع آخر. موقف الحكومة التركية ودعمها داعش قد يغذيان النزعة الانفصالية لديهم. وهناك بالفعل حديث عن إيقاف مفاوضات السلام مع السلطات التركية بسبب مواقفها، إضافة إلى إطلاق زعيم كرد تركيا عبد الله أوجلان نداء لمساندة كرد سوريا الذين تتعرض مناطقهم المحاذية لحدود تركيا إلى هجمات داعش المتكررة ويفرون بالآلاف يومياً إلى تركيا.

إقليمياً لن تقبل أي من الدول الفاعلة بطرح أردوغان، مصر العراق السعودية مواقفهم معروفة من داعش ومن تركيا معاً، فضلاً عن موقف إيران وروسيا، ما يجعل طرح أردوغان يبدو بلا قيمة فعلياً. الرجل دعم داعش بلا حدود خلال الفترة الماضية، والآن يريد فرض شروط لمحاربته، وسط شكوك بأن يلقى هذا الطرح تجاوباً جدياً. 

اخترنا لك