المالكي: الفتنة عادت إلى العراق لأنها اشتعلت بمكان آخر
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يحذر من عودة الطائفية إلى البلاد، ويؤكد أن الفتنة التي تدق طبولها أبواب الجميع لا أحد سينجو منها إن اشتعلت. ورئيس قوات الصحوة يمهل مسلحي الأنبار 24 ساعة لتسليم قتلة الجيش العراقي.
رأى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي السبت أن الفتنة الطائفية عادت إلى بلاده بعدما "اشتعلت في منطقة أخرى من الاقليم"، في إشارة إلى ما يحدث في سوريا. كما طالب بتسليم قتلة الجنود العراقيين، محذراً من أن من يؤويهم سيواجه نتائج وخيمة.
وقال المالكي في افتتاح مؤتمر إسلامي للحوار في بغداد إن "الطائفية شر ورياح الطائفية لا تحتاج لإجازة عبور من هذا البلد إلى آخر".
وذكر المالكي ان "الفتنة التي تدق طبولها أبواب الجميع لا أحد سينجو منها إن اشتعلت"، معتبراً أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في زمن "انفجار الفتنة الطائفية" في العالم الإسلامي.
واعتبر المالكي أنه لن يكون هناك رابح وخاسر في مواجهة التحديات، محذراً من مخاطر الطائفية التي يمكن أن تتحول إلى مطالب للتقسيم.
وأضاف ان الإسلام ليس دين قتل بل هو دين المحبة والإحترام، واثنى على دور علماء الدين في العراق الذين "كانوا من السبّاقين في طرح أفكار التقريب بين المذاهب"، معتبراً أن "إطفاء نار الطائفية في العراق لم يكن له مثيل في أي بلد".
وأكد المالكي أن دعوات التقريب والمؤتمرات في الدول الإسلامية لم تتمكن من مقاومة الدعوة إلى التفرقة المذهبية، مشدداً على أن "الفتنة الطائفية أخطر من مواجهة الجيوش والإحتلال".
من جانبه، هدد رئيس صحوة العراق وسام الحردان المسلحين في محافظة الانبار الغربية السبت بالعودة الى أيام معارك العام 2006 إذا لم يسلم المسؤولون عن قتل خمسة عناصر من الجيش العراقي.
وقال الحردان "إذا لم يسلم قتلة الجيش العراقي ستقوم الصحوة بالإجراءات المطلوبة وتفعل ما فعلته عام 2006"، مضيفاً "نمهل المعتصمين 24 ساعة لتسليم قتلة الجيش العراقي وإلا لن نقف مكتوفي الأيدي". في إشارة إلى طرد مسلحي تنظيم القاعدة من الأنبار عام 2006.
غير أن قائد القوة البرية الفريق الأول الركن علي غيدان مجيد أكد في تصريحات أن هؤلاء العناصر (الجنود الخمسة) "جنود عزل"، معتبراً أن "قتل الجنود العزل فعل جبان لا يمت للعرف العشائري بصلة".
يذكر أن خمسة من عناصر الجيش العراقي قتلوا السبت وأصيب آخر بجروحٍ في اشتباكات بين قوة من الجيش ومسلحين قرب ساحة اعتصام الرمادي.
وفي كركوك، إنتشرت قوات من البشمركة الكردية في محيط المدينة الغنية بالنفط والمتنازع عليها بهدف "ملء الفراغ الأمني" و"حماية المواطنين"، بحسب ما افاد بيان صاد عن الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور، الذي أكد القرار جاء "بعد مشاورات مع محافظ كركوك.
وأوضح البيان أن هذه الخطوة جاءت "بسب الأحداث الأخيرة في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى"، في إشارة الى الهجمات ضد قوات الأمن العراقية. وشدد البيان على أن وزارة البشمركة لا تملك "هدفاً وخطة سياسية"، إنما الهدق الوحيد هو "الحفاظ على أرواح المواطنين من الأعمال الإرهابية".
وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي لوكالة فرانس برس إن "تحركات البشمركة وضعت الجيش في حالة تأهب بانتظار الأوامر من القيادة، لكن الجيش ينظر إلى حركة البشمركة بأنها مناورة وليست لملء الفراغ".