هل يجد أردوغان نفسه أسير طموحاته في العراق وسوريا؟

الرئيس التركي الذي رفض الإنخراط في تحالف واشنطن لمواجهة داعش يراهن على نفوذٍ استراتيجي في سوريا والعراق يفوق قدراته لكنه قد يجد نفسه أسير مأزق طموحاته.

أردوغان يراهن على نفوذ استراتيجي في سوريا والعراق
الضغوطات الأميركية لتهدئة التوتر التركي مع مصر، بشأن ملف الإخوان المسلمين، فوتها الرئيس التركي بهجومه اللاذع على الحكم المصري. وربما يستهدف التصعيد التركي ما وراء مصر في السعودية ودول الخليج المناوئة للإخوان.
أردوغان الذي عول على حلف مع أميركا وأوروبا، على حساب الشق الآخر من محور الاعتدال، ما لبث أن وجد نفسه لدى واشنطن كدولة خليجية بحجم مقاطعة في اسطنبول. فالإدارة الأميركية التي تبحث جاهدة عن تغطية عربية في مواجهة "داعش"، تهتم بتعداد الدول العربية وراءها أكثر من اهتمامها بالطموحات التركية أثناء الاعداد للمواجهة. لكن أردوغان الذي لا يقبل بسهولة انحسار مراهناته في المنطقة، لم يجد غير التصعيد للهروب إلى الأمام، في رفضه الانضمام إلى التحالف. طالب بإنشاء منطقة عازلة في سوريا والعراق على الحدود التركية، آملاً أن تحظى بها تركيا إذا تغيرت خريطة المنطقة، وأن تتولاها قوى صديقة لتركيا إذا نجح التحالف بإضعاف "داعش". في هذا السبيل، لوحت الحكومة التركية باستعدادها الذهاب منفردة نحو المنطقة العازلة، حين طلبت من البرلمان تفويض الجيش للمرة الثانية بالقتال في سوريا والعراق. على الرغم من هذا التصعيد للمشاغبة على الادارة الاميركية، لم يتجاوب البيت الابيض مع طموحات أردوغان المعلنة. فهو يعمل على أكبر تماسك ممكن مع دول الخليج القادرة على التمويل.  يعمل في الوقت نفسه على أن تكون المنطقة التي يراهن أردوغان على عزلها، تحت نفوذ جماعات صديقة لدول الخليج وواشنطن، حتى إذا تشاركت معها تركيا. هذا التباين، وضع أردوغان في جبهة مع "داعش"، بينما يخوض التحالف ضربات جوية في الأراضي السورية والعراقية. مأزق أردوغان، أنه لا يقدر على المضي طويلاً إلى جانب "داعش"، ولا يقدر على العودة بخفي حنين. لكنه اعتاد منذ سقوط سياسة "صفر مشاكل"، على الانتقال من أزمة إلى أخرى.

اخترنا لك