ملف الرئاسة اللبنانية حضر بين هولاند وروحاني

الكاتب اللبناني جوني منيّر يقول إن باريس سعت للتفاهم مع طهران حول ملف الرئاسة اللبنانية لكن الإيرانيين ردوا بأنه يجب مراجعة حزب الله بصفته المعني بالملف، وآراء دبلوماسية تنقسم حيال ملف الرئاسة اللبنانية بين من يربطه مباشرة بمصير النظام السوري، وبين أن موقف حزب الله من الرئاسة مرتبط بمفاوضات إيران النووية مع هامش إفادة للنظام السوري.

منيّر: سعَت باريس للتفاهم مع إيران على ملف الرئاسة اللبنانية لكن الردّ الإيراني بقي بارداً وسلبي
جوني منيّر - صحيفة الجمهورية:

إختارت واشنطن بدء الغارات الجوّية الجدّية للائتلاف الدولي على «داعش» في سوريا مع بدء أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة. ففيما كان الشرق الأوسط يجسِّد مسرح العمليات، جسَّدت نيويورك مسرح المفاوضات. وبلا أدنى شكّ شكّلَ اجتماع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بنظيره الإيراني حسن روحاني اللقاءَ الأبرز، فواشنطن أوكلت باريس مهمّة تدوير الزوايا في بعض ملفّات الشرق الأوسط المعقّدة.

جدول الأعمال حافل، ووفق ما ردَّد ديبلوماسيّ فرنسي رفيع في بيروت، فقد حضَّر هولاند جدول أعمال لقائه بنظيره الإيراني وفق نقاط عدّة أبرزها، ملفّ المفاوضات النووية والملف العراقي والتركيبة الأمنية – العسكرية فيه والملفّ السوري لجهة مستقبل السلطة من خلال الحلول المطروحة له.

وبدا لافتاً في هذا الإطار التمايز في المواقف بين طهران ودمشق، والذي ظهر علناً في طريقة التفاعل مع مبدأ إعلام السلطات السورية بالضربة الأميركية فقط، بلا أخذ موافقتها.

ففيما بدا تجاوب دمشق في إطار التمايز عن إيران التي ترى أنّ أولويّتها تكمن في تجميع الأوراق لمصلحة الملف النووي، بدت دمشق مستعدّة لتدوير الزوايا مع الغرب وتلقُّف فرصة التواصل المباشر الأوّل ولو الضعيف معه، وحصر الأوراق السورية بمستقبل النظام كأولوية.

وفي ملفّ الرئاسة اللبنانية، سعت باريس سابقاً للتفاهم مع إيران عليه لكنّ المصادر الديبلوماسية الفرنسية نقلت أنّ الردّ الإيراني بقي بارداً وسلبياً وعنوانه «راجعوا حزب الله في لبنان فهو المعني بالملف».

وتنقسم آراء الديبلوماسيين الفرنسيين في هذا الإطار بين وجهتي نظر، إذ تقول الأولى إنّ الهدف هو ربط ملف الرئاسة بمصير النظام السوري، ما يعني استمرار الفراغ حتى الحصول على ضمانات حيال السلطة في سوريا. فيما تذهب الثانية أبعد من ذلك لتشير إلى أنّ موقف «حزب الله» مرتبط بإيران ومفاوضاتها النووية، مع ترك هامش إفادة للنظام السوري في حركة انتزاع شرعيته الدولية.

اخترنا لك