أوباما أمام خيارين أحلاهما مرّ
الضربات الجوية التي يعول عليها باراك أوباما لحماية المصالح الأميركية، يراها جنرالاته قاصرة من دون تدخل بري. لكن أعباء نزول القوات على الأرض قد يفوق طاقة البيت الأبيض.
الجنرال المتقاعد نصح برسم خطوط حمر أمام "داعش"، لكنه راهن أساسا على قوات محلية في العراق وسوريا، تأخذ على عاتقها مواجهة "داعش" على الأرض، بدعم عسكري أميركي، وتمويل خليجي. الرجل كان له دور بارز في تنظيم صحوات العراق، فراهن على إنشاء حرس وطني في المحافظات، شبه مستقل عن القيادة المركزية، وتحت أمرة المستشارين الأميركيين في المحافظات التي يحظى فيها "داعش" ببيئة حاضنة. لكن هذه المراهنات سرعان ما تبين أنها متعثرة كما وصفها السفير الاميركي السابق في بغداد، جيمس جيفري، الذي يتابع عن كثب لقاءات أربيل وعمان بين الأميركيين والعشائر. دبلوماسيون أخرون يقولون، إن بعض زعماء العشائر يرون "داعش" أهون الشرين، وقد يكون قولهم متناغما مع دول الخليج التي تظهر عدائية "لداعش"، بينما تبطن ترددا مريبا بحسب تعليق بعض الصحف الفرنسية التي حضرت ولادة تحالف واشنطن في باريس. هذا المأزق، يضع أوباما بين خيارين أحلاهما مر. فإما أن يكتفي بالضربات الجوية، كما هو حاله في باكستان، حيث باتت حملته عبئا على المصالح الأميركية. وإما أن ينزل على الأرض لحماية هذه المصالح في حرب لا طاقة له على المغامرة فيها.